فريد عبد الوارث يكتب : " السودان " 90 يوماً من الدمار .. أين الأشقاء و الجيران ؟
مرت 90 يوماً بالتمام و الكمال على مهزلة تدمير السودان و الكل في موقع المتفرجين أو المشاركين في مؤامرة قذرة ستكلفنا خسارة كبرى و جرحاً غائرا آخر في الجسد العربي المثخن بالجراح و الذي يعيش أسواء فتراته على مر التاريخ .
و يبدوا أننا على وشك الدخول في مرحلة أخطر حيث أفول نجم لص الحمير و الإبل " حميدتي " و معه " البرهان " فقد انتهت أدوارهم و قاموا بما هو مرسوم لهم بدقة عالية! ليكتمل المخطط و تتضح بعض فصول اللعبة الأممية لجعل السودان أشلاءا ممزقه و دولا هشه كباقي الدول العربية التي دخلت دائرة الخراب و الدمار .
غير أن اللافت للنظر ، ذلك الدور المشبوه الذي تقوم به بعض الدول العربية " الإمارات " تحديداً في وصول الوضع لما هو عليه ! فقد تم رصد عشرات الرحلات الجوية المباشرة من الإمارات إلى مطار " أم جرس " في دولة تشاد ، لنقل العتاد العسكري لأتباع حميدتي و زيادة رقعة الحرب لتشمل كافة أرجاء السودان و خصوصاً على حدود إقليم " دارفور " !
حيث صرح رئيس الأركان السابق للمبعوثين الأمريكيين في السودان "كاميرون هدسون" خلال تغريدة أشار فيها إلى أن الرئيس التشادي يفتح مطار
أم جرس أمام شحنات الأسلحة المقدمة من الإمارات إلى قوات الدعم السريع !!!!
و جاءت آخر المقترحات بدعم من بعض الدول العربية بخطة لتسليم قيادة البلاد لحكومة معترف بها دولياً و إقليمياً
تستبعد أي تواجد لطرفي القتال مع موافقة بعض دول الجوار و رفض البعض لتلك الخطة ، و هو ما يعني فعلياً بداية النهاية لأي وحدة أو تماسك للسودان مع ما يمثله ذلك من خطورة كبيرة على الجيران و خاصة " مصر " .
و هو ما يضيف تحدياً آخر لما تواجهه مصر ، حيث فتح جبهه قتال على حدودها الجنوبية ، و دخول ملايين اللاجئين لمصر مع ما يتبع ذلك من أعباء اقتصادية و مشاكل اجتماعية لاقتصادنا ، ناهيك عن التأثير السلبي لتلك الأحداث على ملف المياه و سد النهضة الأثيوبي .
كان الله في عون مصر و رئيسها و جيشها و أجهزتها الأمنية في مواجهة المؤامرات التي تحيط بنا من كل جانب ، فلا شك أن مصر هي الهدف الرئيسي لكافة الأحداث و الحروب الدائرة في محيطنا العربي ، و هدى الله شعوبنا و ألف بين قلوبنا حتى نعرف قيمة مؤسسات الدولة و نحافظ على ما تبقى من دولنا العربية.