18:10 | 23 يوليو 2019

علاقة مصر والسودان بشهادة نهر النيل

4:36pm 09/07/23
صورة أرشيفية
ساراتو محمد

يعيش الأخوة السودانيين في مصر كما يعيش أهل البلاد، مطلقون الصراح لا تقيدهم مخيمات ولا تحدهم حدود، تتعامل معهم السلطات المصرية كأبناء البلاد، ويلتقي المصري بالسوداني كالتقاء النيل الأبيض بالإزرق، ويتفارقون في أمان الله على وعد اللقاء، وإن حدث سوء تفاهم بينهم، سرعان ما تهدأ الأمور، لأن التفاهم والعلاقة الطيبة هي التي تسود.

 

وتُعد مصر من أكثر الدول التي يتوافد إليها السودانيين دوناً عن باقي دول قارة إفريقيا، فالعلاقة العميقة بين مصر والسودان تربطها روابط تاريخية قوية جغرافية وإجتماعية وثقافية.. تجعل الشعب السوداني يشعر بأن مصر الملاذ الآمن له فيلتجئ إليها، ويقدر عدد السودانيين بمصر من ٥ إلى ٨ مليون سوداني، ولم يقدر العدد بالتحديد، لأن وضعهم يتغير بإستمرار فمنهم من يتخرج من الجامعة، أو من تم علاجه فيعود إلى السودان، ومنهم من يأخذ الموافقة لطلب اللجوء ويغادر، ويأتي غيرهم.. ولكن أكثر الفئات الموجودة بمصر، هم من جاءوا بغرد طلب اللجوء، بسبب الحروب التي تنشب من حين إلى آخر في السودان، وبالرغم من الظروف الطاحنة التي يمر بها الشعب السوداني، إلا أنه لم يستسلم ويجاهد ويحاول النهوض مرة أخرى، ليعيش حياة كريمة، ونجد هذا في قصصهم. 

 

يقول الأستاذ إبراهيم أحمد عز الدين مندوب سفارة السودان بالقاهرة، ورئيس الجالية السودانية بالعاشر من رمضان، إن مصر هي الدولة الوحيدة التي لا تستقبل اللاجئين السودانيين في مخيمات، ويتنقل أي سوداني بحرية تامة إلى جميع أنحاء الجمهورية دون قيود. وأشكر السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي على إعفائنا من دفع رسوم الإقامة منذ أكثر من عام ونصف، وعلى الرعاية والإهتمام التي يجدها السوداني في مصر، كما أشكر جميع المسؤولين والشعب المصري المضياف.

 

يروي عكاشة عمر من دولة السودان،  "جيت إلى مصر عام 2016م، بغرض اللوجوء بسبب الحروب التي أجبرتنا على ذلك"، وأعيش في مصر لفترة مؤقتة، واختارت المجيء إلى مصر لأن مصر جزء من السودان ونفهم لغة بعضنا وثقفتنا متشابها، ونعرف المصريين جيداً لأن قبل ما أجي إلى مصر كان لدي عشرات الأصدقاء المصريين الذين يدرسون، ويعملون داخل السودان، ولدي أقارب متزوجين من مصريين، ونحن في السودان نقترب من المصريين أكثر من باقي الأجانب الموجودين في السودان. 

 

يقول أمتهن الحياكة قبل أن أأتي إلى مصر، وفي بداية إقامتي في مصر عملت في أحد مصانع الملابس المصرية، ولكن بعد فترة قررت أن أفتح محل خاص بي، لأني أرغب في العمل بمجال الملابس الإفريقية، لأن هنا في مصر يوجد أفارقة كثيرين يرغبون في إرتداء الزي الخاص بهم، إبتديت صغير وبعد ذلك كبر المشروع. 

 

يكمل أنا سعيد في مصر بنسبة 60% و40% حزين على والوطن ولإفتقادي لأهلي والأصدقاء. لدي بمصر معارف مصريين كالجران والمحيطين بي، ونتشارك التهاني في الأعياد والمناسبات ونحصل على جميع الخدمات مثلنا مثل أي مصري، ونتمتع بالأمن، لأن مصر بلد الأمن والآمان، وأكثر شيء أحبه في الشعب المصري هو التعاون وخاصة عندما تكون صديق لشخص مصري، ويعلم أنك طيب ووقعت في ضيق، يقف بجانبك ويساعدك. ونتمنى لمصر من تقدم إلى تقدم. 

تحكي حواء من دولة السودان جيت إلى مصر في عام 2012م، مع زوجي لضيق الحال في السودان، ومنذ عام توفى زوجي، تارك لي 6 أبناء 3 بنات و 3 أولاد، أكبر أبنة لي تبلغ من العمر 20 عاماً، وأصغر إبن لي يبلغ عامين، ولدي أبنة مريضة عمرها خمس أعوام، ولا أستطيع أن أدخلهم جميعهم المدارس بالرغم من مساعدة إحدى المنظمات السودانية لي بدفع 1,000 جنيه في العام لكل إبن من أبنائي كمنحة تعليمية، إلا إن المطلوب مني لكل منهم أكثر من ثلاث آلاف في العام الواحد، وأدفع مصاريف التعليم على أقساط، ولذلك أهتم بتعليم أبنائي الثلاثة الكبار فقط، والثلاثة الأصغر سأعلمهم بمساعدة أخواتها عندما يستطيعوا العمل مع الدراسة. 

 

تقول عملت أكثر من عمل كعاملة في مصنع وفي مجال بيع الملابس، وحالياً أبيع خبز "الكِسرى" السوداني وبعض المنتجات الغذائية السودانية، وهذه "الفَرشة" ليست خاصة بي وتمتلكها إمرأة سودانية أنا فقط أعمل بائعة هنا. 

 

تروي لا أتمنى ما حدث لي أن يحدث لأبنائي لأني ليس لدي أي شهادة علمية، فقط أقرأ وأكتب بدرجة بسيطة، وتزوجت في سن صغير وأنجبت عدد كبير من الأبناء ونحن لا نقدر على تعليمهم تعليم جيد ولا على إطعامهم طعام صحي جيد ولا قادرين على توفير حياة كريمة لهم ولا حتى أستطع أن أأخذهم إلى المتنزهات بالرغم من إلحاحهم على هذا، لأني أعمل قدر المستطاع وكل ما أسعى إليه هو جمع أموال الطعام وإيجار السكن، ودفع أقساط الدراسة لأولادي، وسأزوج أولادي في سن مناسب وسأنصحهم أن لا ينجبوا سوى عدد قليل من الأبناء كي يستطيعوا أن يوفروا لهم حياة كريمة. 

 

تكمل أنصح جميع الناس بأن يحافظوا على أبنائهم ويربوهم تربية جيدة، وأن لا يتركوهم يختلطوا بأبناء لا يعلموا ما سيتعلمون منهم، لأن حدث لأكثر من أسرة سودانية بأن أبنائهم تعلموا شرب الكُحليات في سن صغيرة، وقاموا بأفعال أدت إلى دخولهم الحبس، لذلك أسعى بكل جهد للحفاظ على أبنائي وأنصحهم دائماً بالحفاظ على أنفسهم، وأتابعهم بإستمرار. علاقتي طيبة مع من حولي، ولا أنوي الرجوع إلى السودان وبإذن الله سأكمل حياتي هنا في مصر.
 





تابعنا على فيسبوك

. .
izmit escort batum escort
bodrum escort
paykasa bozum
gazianteplie.com izmir escort
18 film izle erotik film izle
deutsch porn