فريد عبد الوارث يكتب : السودان بين المطرقة و السندان
الشعوب التي لا نقرأ تجارب الآخرين و لا تتعظ بها لن تنضج أبدا و لن تهرب من الفخاخ المنصوبة لها ، فالتعلم مما أصاب دولنا العربية مؤخراً تحت شعارات فارغة ، يخبرنا أين توقف السلف قبلنا و أين وصل العالم حولنا ، حتى لا نرتكب نفس الخطايا و لا نصل لنفس النتائج الكارثية .
فبرغم أننا نحن العرب نؤمن بالحكمة التي تقول لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين ، إلا أن الواقع يقول أننا نلدغ من نفس الجحر ألف مرة !! ذالك لأن بني قومي لا يتعلموا الدرس أبدا ! فقد أدمنوا المراثي و البكاء علي الأطلال ، منذ ذهب إمرؤ القيس يستنجد بقيصر ليعيد له عرشة الضائع
لكنه رجع من عنده خائبا مذلولا ! و منذ قصد ملك اليمن ذي يزن "كسري " ليعيد له زوجته التي سباها ملك الحبشة و طال به الإنتظار حتي مات علي باب كسري !
يكرر أبناء السودان نفس سيناريو ضياع " ليبيا و سوريا و ... " بلا أي تغيير يذكر ! و كأنهم يساقون إلى الموت و هم لا يشعرون ، تفريق ... فتن .. و حروب أهلية و كأنهم لم يروا بإم أعينهم ضياع جنوب السودان !
فأي منطق يقر بما نفعله نحن العرب في بلادنا " يخربون بيوتهم بأيديهم " نقتل بعضنا البعض و ينهب الأجانب ثرواتنا و الكل خاسر و مع ذلك نسير في نفس الطريق و نصل لنفس النتائج !
حتى بات السودان بين مطرقة المخططات الأجنبية و سندان الخونة من أبناءه ، و لا صوت يعلو في شوارعه على صوت المدافع و البنادق و الدماء التي تسير أنهارا !
يا أمة ضحكت من جهلها الأمم