فريد عبد الوارث يكتب : انخفاض الأسعار و جشع التجار
التجارة من الأعمال التي أباحها الله تعالى لما فيها من المصالح الخاصة و العامة ، و شرع لها من الأحكام التي تحقق العدل و الأمن و الرخاء بين الناس فإذا طبقها البائع " التاجر " كتب مع الشهداء عند الله يوم القيامة و إن اهملها و خالفها عن جهل أو عن علم حشر يوم القيامة مع هامان و أُبيِّ بن خلف لعنهما الله.
وصلت بنا الأمور في الشهور الأخيرة لمرحلة زيادة الأسعار ليس كل يوم بل كل عدة ساعات ! و رأينا كل تاجر يبيع بسعر مختلف حسبما يترآى له ، و كانت الحجة زيادة قيمة الدولار مقابل الجنيه علما بأن أغلب أنواع السلع محلية الإنتاج أو التصنيع ، فضلاً عن توحش ظاهرة تخزين و احتكار السلع من جانب كبار التجار ، مع عجز واضح من جانب الحكومة في السيطرة على الأسواق .
إلى هنا قد تبدوا الأمور شبه منطقيه ، لكن أن تنخفض التكلفة و تقل أسعار السلع داخلياً و خارجياً و تستمر الأسعار عالية حتى الآن ، فتلك كارثة تحتاج لوقفة و حساب و منع من جانب حضرات السادة المسؤولين في حكومتنا الموقرة ، فيكفي المواطن معاناته و تحمله لما هو فوق طاقته حفاظاً على وطنه ليمر من تلك المرحلة الدقيقة .
و مع ذلك لايزال جشع التجار عنوان المرحلة و المشكلة التي تعصى على الحل ! فما هو السبب ؟
لعل ضعف الرقابة و جهل الناس بحقوقهم هما أبرز الأسباب .
فمن غرائب و عجائب المجتمع المصري أنه يرفع الأسعار على بعضه البعض حينما تتوفر الأسباب لذلك و لا يخفضها أبدآ حتى و إن توفرت أسباب نزول الأسعار !!
و إذا أردتم دليلاً لفشل المسؤولين و جشع المتاجرين فما عليكم سوى النظر لأسعار السجائر الرسمية و لأسعارها الحقيقية التي تباع بها في الأسواق فسترون العجب العجاب ! فثمن علبة السجائر محلية الصنع ضعف ثمنها الرسمي ! و هو ما يعني تكسب التجار لملايين الجنيهات يومياً على حساب موازنة الدولة و جيوب المواطن قليل الحيلة !