منى صدقى تكتب : تكاتفوا فهذا العيد مختلفاً
يهل علينا خلال ساعات عيد الأضحى المبارك وفكرة العيد فى الاسلام لا تنطلق من مجرد مناسبة يراد الله لنا استذكارها لكن العيد ينطلق من فكرة انسانيه مفادها الانسان فى كل أموره ونشاطه فعيد الأضحى من الايام الفضيلة بمعناها وتقوتها وصلاحها فالتقرب الى الله يتم بالأعمال الصالحات وعمران النفوس والمشاعر الخيرة.
يقول الحق تبارك وتعالى (( فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين فلما أسلما وتله للجبين وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين إن هذا لهو البلاء المبين وفديناه بذبح عظيم )) .
فالعيد فرصة لنا ومساحة للتأكد من عمق اسلامنا والتزامنا بتعاليمه ولنعي أهمية التضحية فى سبيل الغير وفى سبيل التحديات التى تواجهنا فهو تجديد العهد مع الله لفعل الخير فهو محطة روحية وتربوية وأخلاقية تعمل على جعل المجتمع كيانا واحدا وعائلة واحدة فهو سكينة ووقار وتعظيم للواحد القهار والبعد عن أسباب التهلكة ودخول النار
والعيد فى معناه الإنساني هو أن تلتقى قوة الغنى وضعف الفقير على محبة ورحمة وعدالة عنوانها الزكاة والاحسان فالغنى عليه أن ينسي تعلقه بالمال وينزل عنه متواضعاً ويتذكر أن كل من حوله إخوانه وأعوانه والفقير أن يطرح همومه ويسمو من أفق وينسي مكاره العالم وإذا كنا نريد أن نشعر بلذة العيد علينا نبذ الخلافات والاحقاد والضغائن وتكريس لغة الحوار والتسامح والتواصل والتكافل
واليوم رسالتى فى كلمات موجزة قبل قدوم عيد الاضحى المبارك بصفتى رئيس مجلس ادارة مؤسسة خيرية هذا العيد مختلفاً فبرغم أن الجميع يعانى وأولهم الأغنياء وأصحاب رؤوس الأموال لكن على كل المصريين القادرين ورجال الأعمال و الذين يملكون جمعيات أو مؤسسات خيرية مثلى عليهم مساندة الفئات الأكثر احتياجاً يقول الله عز وجل فى محكم آياته " (لن تنالوا البر حتي تنفقوا مما تحبون ) لان هذا العام من الأعوام التي أتت على فئات كثيرة فحولتها الى معدمة ففي الحقيقة هناك أناس لا تستطيع توفير ثمن كيلو لحمة فلا تكسروا الفرحة فى قلوبهم مدوا يد العون لهؤلاء البسطاء فقد يكون طريقك الى الجنة اطعام احدهم او كساؤه وتذكر بإسلامك وتعاليم دينك الحنيف التكافل بكل صوره ومعانيه فان كنت تأوي الى فراشك المريح لك اخوانا باتوا يفترشون العراء ويتضورون جوعاً وقهراً من المرض والفقر والزمن والاسلام هو التضحية من أجل هؤلاء وفرحة العيد بفرحتهم