قصر السينما يكرم دكتورة الإستعراض فريدة فهمي
نظم قصر السينما ضمن برنامج "نجم وندوة" برئاسة الفنان تامر عبد المنعم مدير عام الثقافة السينمائية ومدير قصر السينما الأحد ١١ يونيو الجاري ندوة تكريم الفنانة القديرة فريدة فهمي عن مشوارها الفني الحافل وتاريخها الكبير تحت رعاية وزارة الثقافة.
قدم الندوة الفنان تامر عبد المنعم الذي سلم الفنانة فريدة فهمي درع الهيئة العامة لقصور الثقافة وشهادة تقدير من وزارة الثقافة، كما سلمها تكريم زوجها الفنان والمخرج الراحل علي رضا، أدار الندوة المخرج الكبير عادل عوض، وحضر التكريم المخرج هشام عطوة رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، والفنان أحمد الشافعي رئيس البيت الفني للفنون الشعبية، وعقب التكريم عُرض فيلم "غرام في الكرنك" بطولة الفنانة فريدة فهمي والراحل محمود رضا إخراج علي رضا.
وُلدت "ميلدا" وهو أسمها الحقيقي والتي عُرفت "بفريدة فهمي" لأب مصري وأم إنجليزية أشهرت إسلامها، في القاهرة في 29 يونيو عام 1940م، التحقت بمدرسة الباليه وكانت تتدرب السباحة في سن صغيرة، تخرجت فريدة فهمي من كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية، ثم بعد ذلك حصلت على الدكتوراه في الرقص الإقاعي من الولايات المتحدة الأمريكية في الثمانينات.
كان والد فريدة فهمي الدكتور حسن فهمي أستاذ الهندسة الميكانيكية بكلية الهندسة - جامعة القاهر، وعميد معهد السينما الأسبق، منفتحاً إلى الثقافة والفن وكان يصطحب أسرته إلى الريف والأقصر وأسوان، وإلى السينمات والنوادي، وظل هكذا حتى وفاته، وهو أول من شجع موهبة إبنته على الظهور، وكانت نصيحته لها أنها تجرب حتى تتعلم، وبالفعل خاضت تجاربها السنيمائية، واشترط عليها أن لا تهمل دراستها من أجل الرقص.
تعد الفنانة فريدة فهمي واحدة من أشهر الفنانات في عالم الإستعراض، بدأت مشوارها الفني كممثلة وكانت أول مشاركة لها في السينما من خلال فيلم "فتى أحلامي" وحققت شهرة كبيرة في مشاركتها في فيلم "إسماعيل ياسين في البوليس الحربي" عام 1958م، وشاركت فرقة رضا ببطولة ثلاث أفلام "أجازة نصف السنة"، و"غرام في الكرنك" و"حرامي الورقة"، وحققت نجاحاً مبهراً.
بدأ الراحل علي رضا الرقص قبل أخيه محمود وكان يشارك في مسابقات للرقص وفي أحيان كان يوافق يوم الإمتحان نفس يوم المسابقة، فكان يؤدي الإمتحان أولاً ثم يذهب إلى المسابقة، وكان يصطحب أخيه محمود إلى عرض الرقص عندما يكون لديه عرض ويحتاج إلى عدد من الراقصين خلفه، بعد ذلك إنضم محمود رضا إلى فرقة أرجنتينية وسافر معها إلى الأرجنتين وروما وباريس لتقدم الفرقة عروضها.
كان الراحل محمود رضا يلعب الكومباز بنادي "هليوليدو"، وكانت فريدة فهمي أيضاً تتدرب الباليه بنفس النادي، وذات يوم كانت هناك مسابقة للرقص وكانت بطلة المسابقة فريدة فهمي، وإستعان أحد أفراد المسابقة بالفنان علي رضا ليصمم الرقصة وشاركه أخيه محمود، ثم تعرف محمود رضا على "وديدة" الأخت الكبرى لفريدة فهمي وتطورت العلاقة إلى أن تزوج الشقيقين من الأختين، تزوج محمود من وديدة وعلي من فريدة عام 1958م.
كان محمود رضا يقدم رقصة خاصة بالفلكلور الأرجنتيني أثناء عروضها في روما، وفكر في إنشاء فرقة تقدم رقصات من الفلكلور المصري، وأصبحت الفكرة حلمه الذي يسعى لتحقيقه خاصة وأنه تعلم الرقص جيداً، فترك الفرقة الأرجنتينية وعاد إلى مصر، وطرح فكرته على والد فريدة فهمي، فرحب الدكتور حسن فهمي بالفكرة وقام بمساعدتهم.
قالت فريدة فهمي عند تأسيس فرقة "رضا" لم يكن لديهم نقود كافية لإنشاءها، وبدأوا إنشاء الفرقة بنقود دفتر التوفير التي كانت تدع فيه المبالغ التي كانت تتقضاها من أعمالها بالفن وأيضاً الفنان علي رضا كان لديه دفتر توفير بالبريد وكان الفنان محمود رضا يعطي لهم مرتبه الذي كان يتقضاه من الشركة التي كان يعمل بها، وقام والدها بإستأجار شقة بحي روكسي بمصر الجديدة لينتقلوا إليها، وقام بهد جدران فيلاتهم التي كانوا يسكنوها لعمل فصول لبدأ تدريبات الفرقة، وأصبح بعد ذلك مقر لفرقة رضا لسنوات طويلة.
وتعاونت العائلة في تأسيس الفرقة بكل ما بوسعها حتى أصبحت فرقة "رضا" للفنون الشعبية واحدة من أكبر الفرق بالعالم، كانت "نديدة" أخت فريدة فهمي خريجة كلية الفنون الجميلة تقوم بتصميم ملابس الفرقة وكانت ولدة فريدة ونديدة تقوم بالإشراف على تنفيذ ملابس الفرقة.
وأضافت فريدة فهمي كان والد الأخاوين علي ومحمود رضا يعمل أمين مكتبة جامعة القاهرة، وكان لديه ١٠ أبناء ومعظمهم كانت له موهبة فنية كالعزف على الكمان والموسيقى، لكن والدها صمد أمام الإنتقادات التي وجهت له مثل "أنت هتخلي بنتك ترقص"، "والحمد لله الحياة حلوة وانبسطنا وحزنا وعيينا وكان عندنا مقاسي كتير وكان عندنا أفراح كتير والناس بتحبنا".
طافت فريدة فهمي مختلف دول العالم ونجحت في تحقيق المراكز الأولى في معظم المحافل والمهرجانات الدولية التي مثلت مصر بها وقدمت فهمي أكثر من 300 إستعراض عالمي منهم أمام العديد من القادة والرؤساء وضيوف مصر، وعلى أكبر مسارح العالم كمسرح "الأمم المتحدة" بنيويورك، ومسرح "الأوليمبية"، وقاعة "ألبرت هول" بلندن، والعديد من مسارح العالم.
حصلت فريدة فهمي على العديد من الجوائز مثل: وسام الكوكب الأردني من الملك حسين عام 1965م، وجائزة الدولة في العلوم والفنون عام 1967م، ووسام من الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة عام 1973م، وكرمت من المركز الكاثوليكي للسينما، ومهرجان أفلام فاتن حمامة، ووزارة الثقافة بمناسبة مرور 60 عام على تأسيسها، كما كرمها الرئيس عبد الفتاح السيسي في إحتفالية المرأة المصرية والأم المثالية عام 2022م.
وفي نهاية الندوة قام الحضور بالإحتفال بعيد ميلاد فريدة فهمي ال 83 بأغنية" سنة حلوة يا جميل"، التي أسعدتها للغاية حيث إن فريدة فهمي ولدت في شهر يونيو.