منى صدقي تكتب: مصر عظيمة قيادةً وشعباً فلا تستسلمون لليأس والإحباط

اليوم اندهشت جدا من عبارة قالتها لي سيدة عجوز من أحد المترددين على المؤسسة الغلاء أصبح صعبا والناس يئست وبعد خروجها من مكتبي جال بتفكيري كلامها وقفز إلى راسي السؤال الهام هل فعلاً تسلل الإحساس بالإحباط للناس هل اخترق قلوبهم إلياس أنا لا أنكر أنه يوجد غلاء بالمعيشة وارتفاع أسعار وأحيانا يكون غير مبرر وبالفعل الظروف المعيشية أصبحت قاسية على قطاع كبير من البشر لكن هل يدرك هؤلاء الذين يصدرون الإحباط للشارع ما تمر به مصر نتيجة ظروف عالمية دولية وليست ظروفاً مصرية فقط هل شرح الاعلام جيداً للناس تداعيات جائحة كورونا والأزمة الروسية الأوكرانية وتأثيرهم على الاستيراد والاقتصاد هل شرح الاعلام تداعيات ارتفاع سعر الدولار عالمياً وتكلفة النقل والشحن والحصار الاقتصادى المفروض على الدولة المصرية وتعنت دول الغرب والدول الخليج تجاهها وتأثير ذلك على أسعار السلع وكانت الإجابة المؤكدة لكل هذه التساؤلات أن الاعلام بكل المقاييس فى وادى والدولة والرئيس فى وادى آخر تماماً
فمصرعلى مدار التاريخ واجهت تداعيات فى الاقتصاد أصعب من ذلك بكثير فقد واجهت فى أعقاب 67 ظروفاً سياسية واقتصادية بالغة القسوة والخطورة ووسط كل هذه الظروف الحالكة السواد ومع ارتفاع الديون الخارجية خلال السنوات الأولى من السبعينيات وتراجع الصادرات لم يكن أمام مصر سوى خيار واحد وهو الحرب فى مواجهة المستحيل والانكسار وأيضاً عانت الدولة المصرية خلال حرب 73 أشد المعاناة لكن ادارت الظروف باقتصاد الحرب وتلاحمت إرادة الشعب مع الإرادة السياسية للانتصار العظيم الذى جنت مصر نتائجه من استقرار وودائع بالبنوك والذى أدى إلى زيادة الدخل القومى مما يؤكد أن مصر دائماً ستخرج منتصرة فى كل المحن والأزمات فتنوع اقتصادها وإرادة وعزيمة شعبها والتفافهم دائما حول القيادة السياسية على مر التاريخ أقوى من أى تداعيات للإصلاح الإقتصادى أو من أى هالة اعلامية تصدر لهم اليأس والإحباط
واليوم بكل فخر اشيد بالدور الأكبر الذى انتهجه حزب مستقبل وطن خلال هذه الفترة العصيبة فى مساندة الدولة المصرية ودعمها ليس بالكلمات أو الشعارات إنما بالعمل الدؤوب والتخطيط الممنهج والإرادة الصلبة بالإتجاه مباشرة إلى الفئات المحدودة وذلك من خلال القيام بالعديد من المبادرات الوطنية على رأسها عمل معارض على مستوى الجمهورية للسلع بأسعار مخفضة وبتوزيع ملايين الكراتين على الفئات الأكثر احتياجاً أيضا بالاتجاه إلى القطاع الصحى بدعم المستشفيات بالعديد من الأجهزة والمستلزمات الطبية والقيام بالقوافل الطبية فى المناطق القروية والريفية المحرومة بالإضافة الى عمل مبادرات للتوعية بظروف البلاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية للالتفاف حول القيادة السياسية للعبور الى بر الامان .