هل حان وقت رسم خط أحمر مصري جديد في " السودان " بقلم : فريد عبد الوارث
جاءت أحداث السودان الأخيرة لتضيف جرحا جديداً لجسد أثخنته الجراح ، و فتته الفتن و صال فيه الأعداء و جالوا كيفما يحلو لهم!! حيث يجري تقسيم المقسم والقضاء على البقية الباقية من الجغرافيا العربية ، و الغريب في الأمر أن من يفعل ذلك هم أبناء الدول العربية بأيديهم و سلاحهم و أموالهم !
الحكاية بداية ، لكن لم يظهر في الأفق لها نهاية ! ففي الخاصرة الجنوبية لمصر يوجد منتخب أشرار العالم و الذي يضم بعض الدول التي يفترض أنها عربية من أصحاب ممالك العنكبوت الخليجية ! ينفذون أجندة صهيونية ماسونية بكل إخلاص و يخونون التاريخ و الجغرافيا و الدم بكل ما يملكون !
يسرقون ثروات الشعب السوداني من الذهب و غيره ، مهما كان الثمن حتى و إن كان دماءا بريئة و أرواحا طاهرة ، و لو على حساب الأمن القومي العربي ، في تكرار مقزز و ملعون لسيناريو " سوريا و ليبيا و .... " !!!
مصر وحيدة في آتون المعركة !
وليس خافيا على أحد أن ما يدور في الإقليم الجنوبي من وادي النيل يؤثر بشكل مباشر على مصر ، فالسودان هي الامتداد الطبيعي لمصر و هي بوابة الجنوب و بها يمر نهر النيل شريان الحياة للمصريين ، و على حدودها يقع سد النهضة الآثيوبي - أهم تحديات مصر في العصر الحديث - ناهيك عن هجرة الشعب السوداني و لجوءه لمصر التي تعاني من ملايين العرب اللاجئيين فضلا عن مشاكل اقتصادية .
إذن ، فكل المقدمات تذهب بنا لنتيجة واحدة و هي أن من سيدفع ثمن خراب السودان هي مصر و فقط ، فكيف يعقل أن يشارك طال عمرهم في مؤامرة المقصود منها مصر ؟ يبدوا أن هؤلاء الأعراب ماضون في طريقهم و مصالحم على حساب الجميع و هو ما يستدعي ردا مصريا حاسماً ، و يتطلب جهداً كبيراً لإفشال تلك المخططات .
لكن التاريخ يثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن مصر وشعبها أقوى من كل المؤامرات و الخيانات ، و أن مصر قادرة بأمر الله و فضل جيشها و قيادتها السياسية المخلصة في عبور تلك المطبات الصعبة و إعادة الأمور لنصابها الصحيح ، و لن يتم إقامة دولة جديدة على حدودنا الجنوبية بأي شكل ، ما يعني فرض خط أحمر جديد جنوبا كما حدث غربا في " ليبيا " .
و الخلاصة ، المال لا يصنع حضارة و لا يشتري انتماء و لا إخلاص و ممالك البترودولار أضعف من فرض رؤيتها على إم الدنيا و التاريخ " كنانة الله في أرضه " .
يا أمة ضحكت من جهلها الأمم .