18:10 | 23 يوليو 2019

عبد الحي عطوان يكتب: نجلاء وأطباء سوهاج وولادة من رحم الموت

4:14pm 07/05/23
عبد الحي عطوان
عبد الحي عطوان

لم تغف نجلاء طوال الليل، ولم يقترب النعاس من جفونها، فالهواجس والأفكار والألم وتعليمات الأطباء، جعلت عقلها يرفض فكرة الإرتياح، استيقظت حينما شعرت باختراق أشعة الشمس لغرفتها، انتفضت واقفة، تناولت كوب الماء الملازم لها طوال أثنتا عشرة عاماً، لتتناول حبات العلاج، بدأت خطواتها ثقيلة، حاولت أن ترتدى ملابس تتسع لبطنها الممتلئة، وضعت حقيبة بنية اللون تحت إبطها بها كافة الروشتات والأشعة، ثم حملت أكياس أخرى في يدها، لتتوجه إلى مصيرها المجهول، وقبل أن تغادر منزلها وقفت أمام المرآة الموجودة بالصالة التي تصدعت حوائطها من شدة صراخها وتوجعها، نظرت إلى ملامحها فقد أضناها المرض كثيراً، حتى ذهب ببريق عينيها، وأسدل سحابة سوداء فوق ملامحها، فطفا الشعر الأبيض فوق خصلاتها، وتساءلت بينها وبين نفسها هل يستطيع الأطباء أن يفعلوها؟ هل تعيش لتسمع صوت صراخ مولودها؟ هل تعود إلى تلك الدار مرة أخرى؟
خرجت نجلاء صلاح تلك المرأة المسكينة التي لا تتجاوز السبعة والثلاثين عاماً، والمعاشة علي الغسيل الكلوي بمستشفى البلينا المركزي منذ أثنتا عشرة عاماً، من منزلها خطت خطوات متسارعة نحو الشارع، فكل شي من حولها مضطرباً، الزحام وقيظ الشمس وأصوات السيارات،بدأت تمتعض شفاها حتى أغرق العرق جبينها ووجنتيها 
وصلت إلى موقف السيارات أتجهت برفقة زوجها إلى محل العصير الكائن بجوار الموقف والذي يلفت آنتباه الناس بعرضه لأنواع الفواكه داخل شباك ملونة، تناولت كوب من عصير القصب الأخضر الفاتح المثلج ذي الرغوة، وهي تحادث نفسها هل تعود إلى هنا مرة أخرى؟! هل ترى هذه الوجوه بعد اليوم؟!
ركبت سيارة أجرة بدت مقاعدها ممزقة، وأبوابها تحدث ضجيجاً كلما أجتازت طريقاً وعراً، فقد حجزت مقاعدها الأولى حتى تستطيع أن تمدد قدميها براحتها فهي لا تمتلك مالاً للذهاب بسيارة خاصة إلى ذلك المجهول الذى ينتظرها، فهى تعلم أن ولادتها لطفلتها سليمه أو نجاتها درباً من دروب المستحيل، فالمعدلات والنسب القياسيه العالميه لولادة أطفال لمريضات معاشات علي الغسيل الكلوي نسبة النجاح لا تتخطى 2.- 1.2 % من الحالات التي يحملن والتي لا تتجاوز آل 7 % من إجمالي مرض الغسيل الكلوي،
طوال الطريق ينظر إليها زوجها برفق، كانت تحادث نفسها، تهمهم بكلمات غير مفهومه تسترجع ذكرياتها معاناتها، وضياع سنوات عمرها مع المرض، تحاول أن ترفع من مقاومة نفسها، تبحث عن ذاتها الداخلية من أجل البقاء على قيد الحياة فهي تدرك أنها ميته لا محالة، 
وصلت إلى مستشفى البلينا المركزى كان في استقبالها وكأنها العروس القادمة ليوم زفافها الفريق الطبي وعلي رأسه الدكتور سامي النجار وكيل وزارة الصحةوالدكتورة كريمة حامد وكيلة المديرية والدكتور أيمن مكرم مدير إدارة الكلى بالمديرية ومدير وحده الكلي بمستشفى سوهاج العام والدكتور عمرو طلعت أستاذ الكلى بمستشفى البلينا المركزى 
ذاغت عيناها بين الجميع، حتى لأحظ الكل خوفها وأرتعاشها، فقد بدت ملامحها تنتقل بين وجوههم ،وكأنها تحفر ملامح كل شخص داخل ذاكرتها، حتى ظهر الوهن عليها، وعلي الفور أدخلت إلى جلسة الغسيل الكلوى ووضعت على الجهاز ليبدأ الفريق الطبي في عملية ولادة تعد بمثابة الإنتحار للجميع تحت شعار نكون أو لا نكون
مرت الساعات خارج غرفة العمليات ثقيلة على الجميع، فالكل مصاب بالتوتر، زوجها وأهلها، أيديهم مرفوعة تقرع بالدعاء، تراقب أعينهم غرفة العمليات أملأ في سماع صراخ الجنين أو خروج أحد الأطباء ليزف إليهم البشري،
أربع ساعات وأكثر حتى أنتبه الجميع إلى مقبض الباب وهو يدار ليخرج منه العملاق الدكتور أيمن مكرم ويقول في كلمات مقتضبة مبارك العملية نجحت بفضل الله الأم بصحة جيدة والطفلة ذات القمر
دوت الزغاريد زعمت الفرحة الجميع الأهل والمترددين داخل أروقة مستشفى البلينا المركزى، لنجاح عمليه من أندر العمليات، لتسجل الحالة الثانية لمرضى معاشة على الغسيل الكلوى بسوهاج




تابعنا على فيسبوك

. .
izmit escort batum escort
bodrum escort
paykasa bozum
gazianteplie.com izmir escort
18 film izle erotik film izle
deutsch porn