المجرم بالصدفه والعقوبات التبعيه للجريمة بقلم : محمد علي فؤاد
درسنا فى المرحله الجامعيه فى مادة علم الإجرام أراء العلماء فى الجريمه والمجرم والبعض ارجع الجريمه إلى اسباب عضويه مفادها أن المجرم يتمتع بصفات عضويه معينه والبعض الآخر ارجعها للعوامل النفسيه إلى آخره من الاراء لكن الواقع العملى اثبت عكس ذلك فالكثير ممن يرتكبون الجرائم لاينطبق عليهم أى صفات عضويه ولم تكن بسبب أى عوامل نفسيه فهناك نوع اسميه من وجهة نظرى مجرم بالصدفه وهناك امثله كثيرة على ذلك فمثلا من يقتل زوجته وعشيقها عند مشاهدتهما متلبسين بالزنا مجرم بالصدفه ومن يجد نفسه داخل مشاجرة لاناقة له فيها ولا جمال ويتلقى صفعه فيردها لمن صفعها فيموت صريعا هو مجرم بالصدفه ومن يعبث بسلاح نفسه أو غيره فيصيب ويقتل اكثر من شخص هو مجرم بالصدفه ومن يعبث باعواد الثقاب فينتج عن ذلك العبث حريق فيحرق الكثير من البيوت ويؤدى إلى وفاة البعض وحدوث إصابات للبعض الاخر هو مجرم بالصدفه وسائق إحدى المعدات الثقيله الذي يقوم بالحفر بجوار الكتله السكنيه فتنهار بعض المنازل ووفاة بعض ملاكها هو مجرم بالصدفه ومن يقوم بدفع خصمه فيسقط من اقرب نافذه ويموت من جراء ذلك هو مجرم بالصدفه والكثير ممن يرتكبون الكثير من الجرائم كجرائم المرور والجرائم الإلكترونية والجرائم الاقتصادية مثل تداول وترويج العملات الصعبه هو أيضا مجرم بالصدفه، أى مجرم لم تتوافر فيه صفات عضويه أو عامل نفسي يجعله يميل إلى ارتكاب الجريمه بل كان ارتكاب الجريمه فى الأمثلة السابقة بدون أى تحضير مسبق أو مجرد خاطرة لارتكاب الجريمه
نستنتج مما سبق أن أى انسان مهما كان منصبه أو سنه او درجته العلميه أو ظروفه الماديه معرض لارتكاب جريمة من الجرائم اذا فليس ارتكاب الجريمه فى تلك الأمثلة يدل على التردى الأخلاقي أو البعد عن الدين أو من سواقط المروءة والشرف بل فى بعض الأحيان يكون ارتكاب الجريمه نوع من المروءة عندما يكون الدافع على ارتكاب الجريمه هو دافع اخلاقي نابع من المروءة والشهامة كمن يقف فى موقف الدفاع عن فتاة تتعرض لمضايقات أو أى نوع من انواع الايذاء البدنى أو النفسي أو إذا كان المعتدى على الفتاة يرغب فى القيام بعمل غير مقبول يرفضه الدين والأخلاق وينبذه المجتمع فهل من ارتكب جريمه فى حالة الدفاع عن فتاة فى تلك المواقف يعد مجرما صاحب ميول اجراميه فطريه أو نفسيه
هل هذه الأفعال تستدعي النظرة إلى مرتكبها بنظرة احتقار ؟
فمن يعلم بحقيقة الواقعه وظروفها واسبابها لن ينظر إلى مرتكب تلك الجريمه بتلك النظرة لكن باقي افراد المجتمع سينظرون إلى هذا الشخص بنظرة مخالفه لنظرة من يعلم بحقيقة الواقعه وظر وفها
العبرة مما سبق إن الجريمه ليست فى كل احوالها تنبئ عن انحطاط اخلاقي ودينى أو كون مرتكبها له ميول عدوانيه أو سوابق أجراميه فهناك الكثير من المجرمين يعتبر مجرم بالصدفه وهناك الكثير ممن يرتكب الجريمه بدافع انساني أو اخلاقي كمن يدافع عن فتاة ضد من يريد أن ينتهك خصوصيتها أو حرمة جسدها من اجل ذلك نلتمس من المشرع مراجعة العقوبات التبعيه المنصوص عليها فى القوانين العقابيه والتخفيف من اثار تلك العقوبات على مستقبل افراد المجتمع فليس من
العدل ان يدفع من يرتكب الجريمه بدافع انساني أو اخلاقي أو يرتكبها بالصدفه مستقبله ومستقبل افراد اسرته نتيجة لذلك نرجوا من المشرع المصري منح القضاة سلطة اعفاء المحكوم عليهم فى القضايا الجنائيه من العقوبات التبعيه المنصوص عليها فى القوانين العقابيه وخاصة المنصوص عليها فى المادة ٢٤ و٢٥ من قانون العقوبات المصري