عبدالحى عطوان يكتب : أجهزة الدولة وتحليل المزاج العام
مما لا شك فيه أن الدولة المصرية خلال السنوات العشرة الماضية واجهت تحديات كبيرة، لم تواجهها منذ ثلاثون عاماً مضت ،بل المؤكد أنها مازالت وسوف تواجه تحديات أكبر خلال الفترة القادمة ،مما يتطلب للتغلب على ذلك آليات وطرق وقوانين خاصة من أجهزة الدولة نفسها يكون في عمقها مصلحة المواطن، ومن هذا المنطلق على المعنيين بصناعة القرار فهم المزاج العام جيداً، والتصدي لظواهر بعينها فى التوقيتات المناسبة، حتى لا ندفع ثمنًا غاليًا فى التعامل معها فيما بعد.
وعلى سبيل المثال أولاً التراخى والتوازنات مع الإيدلوجيات الدينيه المختلفه على مر السنين وعدم التصدي للإرهاب عند بداياته، خاصة قبل ومع أحداث 25 يناير، أدى الى تنامى وتيرته مما جعلنا ندفع ثمناً غالياً خاصة في سيناء حتى يومنا هذا .
مثال آخر عدم التصدي للعشوائيات طوال السنوات الماضية، من خلال قوانين محترمة، وآليات تنفيذ صارمه من المحليات، وعدم تخبط، جاء الإنتاج عشوائيات ونجوع و مساكن ومخللات معيشية صعبة للمصريين.
أيضاً فى الوقت الحاضر عدم التعامل مع ظاهرة الأسعار بآليات جادة وعدم توفير التمويل الأجنبي ( الدولار ) لشراء مدخلات الدواجن من الأعلاف ومشتملاته، أدى إلى إرتفاع الأسعار بشكل جنوني فى ظاهرة لم تحدث على مدار تاريخ مصر، لدرجة أن يصل كيلو الفراخ ٨٠ جنيه، والمجمدات ٨٥ جنيه، واللحوم ٢٥٠ جنيه، وفى بعض المناطق ٣٠٠ جنيه،
أيضاً فى نفس السياق عدم التعامل مع الثقافة على أنها أمن قومى وأعطاء دور أكبر للجامعات ولمؤسسات الفكر والعلم والثقافة الزاخرة بأبناء مصر من العلماء والباحثين والمتطلعين لخدمتها جعل المجال خالى لأمثال محمد رمضان الذى يقدم خلال شهر الصوم الكريم من كل عام عملاً فنياً هابطاً بكل المقاييس، فهو كوكتيل من مجموعه أعمال سابقه أخذ الأسوء منها ليعباً لنا عملاً يحمل كل القيم الهدامة لكيان الأسرة المصرية،
لذا ...علي أجهزة الدولة فهم المزاج العام للمواطن المصرى والتعامل معه من منطلق أنها قائمه لتعمل من أجله، وفى صالحه، ولتكن البداية تحليل نتائج إنتخابات نقابتى المهندسين والصحفيين، فلا يجب من وجهة نظرى أن تمر مرور الكرام ولكن لأبد من دراسة نتائجها جيداً، فبالتأكيد كان هناك مرشحون بعينهم، مدعومون بشكل ما، ولكنهم لم يصبهم التوفيق ونجح غيرهم، وبناء عليه، فإن الأمر يحتاج إلى إعادة تقييم وبذل مجهود أكبر فى فهم المزاج العام حتى لا ندفع ثمناً غالياً.