منى صدقى تكتب : بدون مجاملة نحن شركاء بعشوائية سلوكنا
الحقيقة المؤكدة والتى باتت صادمة للجميع، هى عشوائية ما نحياه من سلوكيات، باتت تحتاج إلى ألف تفسير وتفسير، فعندما أنفقت الدولة ملايين الجنيهات من أجل بناء الجمهورية الجديدة، لاقامة المدارس، والمستشفيات، والطرق الحديثة المتعددة الحارات، والكبارى الجديدة، والمدن المتطورة، كانت لا تهدف إلى تطوير البنية التحتيه فقط، وأنما إلى نقلة حضارية كبيرة تعيد للمواطنين أدميتهم، بعد تدنى كافة الخدمات المقدمة لهم على مدار 30 عاماً لكن يظل السؤال مطروحا على الجميع قيادة وشعب ما قيمة كل ذلك إذا ظلت سلوكياتنا كما هى؟ وربما فى تدنى مستمر للأسوأ، ما قيمة ضبط سرعة السيارات فى بعض المناطق وشوارعنا للأسف أصبحت عشوائية بدرجة الأمتياز، البلطجة عنوان مرحله السير عكس الإتجاه سلوك عام، ناهيك عن فوضى التكاتك، والميكروباص وسرعته الجنونيه وتسابق سائقية، إلى عبث الموتوسيكلات ثم الفوضى الأكبر البائعة الجائلين الذين يفترشون الشوارع والطرقات ومداخل العمارات والمصالح الحكومية وأمام المدارس وما يحدث منهم من ضجيج وصراخ وألفاظ وشتائم ثم نأتى للكارثة الأهم الذى لم تستطع الدولة إيجاد حل لها حتى الآن وهى المقاهى والكافيهات التى أصبحت تحتل الأرصفة، بدون ضابط ولا رابط ،ثم ننتقل إلى مرحلة آخرى من عشوائية وتدنى السلوك للمواطن المصرى سواء عن قصد أو بدون قصد ،سواء عن وعى أو بدون وعى وهى تعامله مع القمامة وطريقة القائها بالشوارع بطريقه غريبه تدمر كل ملامح الجمال، وتسئ إلى كل ماهو حضارى رغم وجود صناديق للقمامة
ومن المفروض أن يكون السلوك الإنساني الذى نعيشعه ونسلكه بصفتنا شعب متدين بطبعه، يسبح طوال اليوم ويقيم الصلوات، ويؤدى كافة الفروض، مرادفاً للقيم الدينية التى اكتسبناها من تعاليم الدين الحنيف إلا أن السلوك العشوائى الذى نعيشه اليوم فى كافة تفاصيل حياتنا أصبح مرادفاً طبيعياً واصيلاً لإنهيار الأخلاق وضياع القيم والذى له أسبابه الكثيرة والتى نعلمها جميعا وبرغم أن البعض يرى أن الفقر سبب رئيسي لتفشي الجريمة ،فالقاعدة الرئيسية تقول حينما يدخل الفقر من الباب تهرب الأخلاق من الشباك والقيم والفضيلة تختفى تماماً أمام إحتياجات البطون الجائعة.
ولكن الحقيقة المؤكدة والتى باتت اليوم واضحة للجميع قيادة وشعب وعلى الجميع أن يتنبه لها هى تحطم القيم أمام مقتنيات آخرى فى ظل العولمة الجديدة وفى ظل انتشار التكنولوجيا مما ذاد الأمر سوءاً بل للأسف تلك السلوكيات التى نحياها والجديدة على مجتمعنا وقيمه باتت الأقوى والسائدة فى كل تصرفاتنا كالحقد والكره فتصرفات البشر وسلوكهم ليست باتت فاضحة لآخلاقهم فقط بل بدت تتحكم فى كافة سلوكياتهم فالبعض الآن لا يعنيه نجاحه الشخصى بقدر ما يعنيه إفشال غيرة بمبرر أو بدون مبرر لدرجة أن صفحات البعض باتت تشم منها رائحة العفن لدرجة عندما تتصفح سطور ما يكتبونه تشعر أن الكثيرين منهم خاصة ما يدعون أنهم قادة أو مؤثرين مرضى بحاجة إلى أطباء نفسسين يكشف هذا بوضوح ذلك الاذدواج فيما يدعونه وما يسلكونه خاصة بعضهم يدعى حماة الفضيلة أو حماة المهنة فيجعلون من فشلهم أوصياء على البشر
وفى النهاية ...فإذا كان الشارع عشوائياً انسحبت هذه العشوائية على حياتنا كلها،وأصبح أسلوب حياة، فيضيع أى تقدم تقوم به الدولة مهما كان وستتحطم اى إنجازات على صخرة عشوائية السلوك.ولنكن واضحين أمام أنفسنا وأمام الله لا مرائيين نحن الآن شركاء تلك الفوضى بعشوائية سلوكنا ولنجعل من اليوم ذلك الصوم العظيم معيار لسلوكنا ونخرج من شهره الكريم انقياء القلب والروح ولنضع صرخة المواطنين الرافضين للعشوائية ومتشوقين للإنضباط والمنهجية فى حياتنا نصب أعيننا فى سلوكنا ، فبناء وتقدم المجتمع يحتاج إلى مواطن صالح نافع لأهله ووطنه.ولا يحتاج الى صفحات مشبوهة وكتابات تملئ حروفها الغل