العميد السابق لكلية الدراسات الإسلامية بسوهاج لـ « الخبر الفوري » التصوير للحسنات تدمير
قال العالم الجليل والشاعر الأريب الأستاذ الدكتور محمد عمر ابو ضيف القاضي العميد السابق لكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر بسوهاج، أن من أفضل العبادات في هذا الشهر المبارك، وفي هذه الأيام، إطعام الطعام ،والصدقات، وهي واجب الوقت مع ما نعاينه، ولكن ما نحذره ،ونحذر منه التصوير، والذي صار من أكبر أدوات التدمير للحسنات ،وإذلال الفقراء والمحتاجين، فمن مصائب التكنولوجيا الحديثة ، وما أغرت به وسائل التواصل الاجتماعي ، وأدمنها الناس-إلا من رحم- تصوير كل شيء، حتى ما يستحيي منه من الأمور الخاصة، وهذا يدل على قلة الحياء من الخالق ومن الخلق.
جاء ذلك خلال تصريحات صحفية خاصة لـ " الخبر الفوري "وتابع الدكتور محمد القاضي أن من أخطر التصوير تصوير العبادات والطاعات، وهو ضرر قد يحبط العمل لصاحبه، ثم يزداد الضرر إذا جمع مع قتل عمل صاحبه، وإهدار ثوابه ،إذلال الفقراء ،وفضح حاجتهم، والشهرة لقلة ذات يدهم ، وهو ما نراه من المؤسسات، والجمعيات، ورجال الأعمال، بل، وكثير من الناس الذين يتصدقون بما لا يروي غلة، ولا يكفي حاجة ، ولا يشبع نفساً ، ولا يسمن، ولا يغني من جوع، وتراهم يتهافتون على تصوير إحسانهم، وإظهار منَّهم ،في صور من الرياء يعجب منها الشيطان، ويفرح بها إبليس وأعوانه.
وأشار العميد السابق لكلية الدراسات الإسلامية بسوهاج أن ما دار في خلدهم أن يخترعوها ،وما كان في فكرهم أن يبتكروها، ولكنه الإنسان الذي إذا خَبُث فاق الشيطان، وإذا صنع الشر أتى بما لا يستطيعه إبليس؛لذا نحذر من هذا المزلق الخطر الذي يحبط العمل في الأخرة ،ويأتي بعكس ما يريده صاحبه في الدنيا ، من شهرة وعظيم ذكر ؛فيذكر بالسوء ويعرف بالقبح ففيما رواه البخاري ومسلم عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- " من سمَّع : سمَّع الله به ، ومَن راءى : راءى الله به " قال ابن حجر في( فتح الباري) : قال الخطابي معناه : من عمل عملاً على غير إخلاص ،وإنما يريد أن يراه الناس ويسمعوه ،جوزي على ذلك بأن يشهره الله ويفضحه ويظهر ما كان يبطنه.
وأصاف الدكتور محمد عمر ابو ضيف القاضي أنه قد قيل : من قصد بعمله الجاه والمنزلة عند الناس، ولم يرد به وجه الله؛ فإن الله يجعله حديثاً سيئاً عند الناس، الذين أراد نيل المنزلة عندهم، ولا ثواب له في الآخرة.
وتابع أن هذا يعد أمر عظيم يدمر القلوب ويدخل بالمسلم إلى دائرة خطيرة وهي دائرة الشرك – نعوذ بالله منه - فقد روى أحمد وابن ماجه عن أبي سعيد قال: خرج علينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونحن نتذاكر الدجال فقال: ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من الدجال؟ قلنا: بلى، فقال: الشرك الخفي ، أن يقوم الرجل يصلي فيزين صلاته لما يدرك من نظر رجل" ، وروى أحمد عن محمود بن لبيد أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال:" إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر الرياء".
وأشار" القاضي" أن الرياء يحبط الأعمال ،ومداخله كثيرة ،فمن كان له حاجة في دينه فلينتبه لمداخل الشيطان ،وخصوصاً في وسائل التواصل الحديثة ، يقول ابن قدامة في (مختصر منهاج القاصدين): وشوائب الرياء الخفي كثيرة لا تنحصر ، ومتى أدرك الإنسان من نفسه تفرقة بين أن يُطَّلَع على عبادته أو لا يطلع ، ففيه شعبة من الرياء.
وأختتم الدكتور محمد القاضي أنه الآن يتسائل ماذا لو رأى سلفنا ما نحن فيه، وعاينوا هذه الوسائل، ما كانوا يقولون؟، نسأل الله الإخلاص للخلاص مما نعانيه.