مطاردة المتسولين للمواطنين والسياح ظاهرة مقيتة في وجه مصر الحضارية
الدولة بجميع أجهزتها... تقف عاجزة أمام ظاهرة التسول
المواطنون... نحن من نساعد على انتشار واستمرار الظاهرة
باتت ظاهرة التسول تشكل النقطة السوداء في وجه مصر الحضارية فلا تليق مطاردة الشحاذين خاصة التى يمتهنونها كمهنة للمواطنين يومياً بالشوارع والمقاهى فهم يفاجئونك من كل الأماكن والطرقات والمواصلات العامة والمصالح الحكومية وإشارات المرور بل بعضهم أصبح يرتاد الطرق على المنازل متخذين أساليب متعددة وطرق ملتوية بعضهم بحجة بيع المناديل أو مسح السيارات أومنهم من يستعطف الناس بالمرض أو روشتات الأطباء الوهمية أو إجراء العمليات الجراحية الكاذبة أوشراء العلاج المكلف بل الحديث اليوم هو وسيلة بعض الشحاذين النسوة تجهيز بنتى اليتيمة للزواج
في البداية يقول صلاح عبدالباقى وكيل التعليم الفنى بطهطا أصبحت ظاهرة التسول ظاهرة سيئة فلم تتوقف عند المحتاجين فقط بل غزت هذه الظاهرة بعض الموظفين الذين يتسربون من وظائفهم لامتهانها كمهنة للثراء السريع منها بل هناك أسر كاملة تزاول هذا النشاط بل تختار أماكن معينة تعتبرها ملكاً لها لا يمكن لأى شحاذ آخر يقترب منها والمؤكد أننا نساعد على انتشار هذه الظاهرة من خلال تعاطفنا باعتبار اعطائهم مبلغ زهيد لا قيمة له مما جعل بعضهم يمتلكون عقارات وأراضى أكثر من المواطنيبن
محمد جاد العمدة أكثر من مرة يستوقفنى شخص في عرض الشارع، ويطلب مساعدة لأنه فقد حافظة نقوده، ولأنه يريد أن يسافر إلى بلده خارج العاصمة!. وبعدها بفترة أجد الشخص نفسه في طريقى، وأجده يطلب المساعدة للسبب نفسه، وأحيانًا أراه من بعيد يكرر الطلب على آخرين، وألاحظهم وهم يسمعون منه الأسطوانة نفسها عن فلوسه التي فقدها، وعن رغبته في السفر إلى قريته البعيدة! واللافت للنظر تجيد عدد كبير منهم اصبح يتجمع امام البنوك والشوارع التجارية والمصالح الحكومية
ويضيف باسم فتحى ظاهرة التسول في شوارعنا تحولت إلى ما يشبه المهنة... ومن الواضح أنه يعود بحصيلة على الذين يحترفونه، وإلا لمَا كانوا قد استمروا فيه، وما كان آخرون قد انضموا إليهم، وما كان الأمر قد أصبح ظاهرة مقلقة وأصبح في حاجة للتدخل من جانب الأجهزة المسؤولة عن تحقيق الانضباط في الشارع!. والغريب في الأمر وصل إلى حد أن عمال النظافة تركوا عملهم، وتفرغوا لمطاردة المارين، بينما المقشات في أياديهم... والأغرب أنهم يفعلون ذلك وهم يرتدون زى العمل الذي يميزهم عن غيرهم!!.
ويقول محمد على عابدين أكثر من مرة باليوم وأنا سائق يطرق على زجاج سيارتى أحد الشحاذين بصورة مزعجة لطلب التسول أيضاً في الإشارات المرورية تجد بعض الصبية أو السيدات تقدم لك باكو مناديل اجبارى أو تحاول مسح زجاج سيارتك كوسيلة لطلب التسول
ويشير منصور عبدالنبى نقيب الفلاحين بسوهاج ظاهرة التسول لا بد من وضع حد لها لإنها مسألة انتقلت من مطاردة المواطنين المصريين بمختلف أنواعها إلى مطاردة السياح، وقد رأيت ذلك بعينى مرات، وسمعت غيرى يشكو منه وينبه إلى خطورته، ورأيته يقع أمامى مع سياح عرب وأجانب، ورأيتهم يحاولون التخلص من إلحاح المتسول بهذه الطريقة فلا يستطيعون. وإذا شاء أحد أن يرى التسول على أسوأ ما يكون، فليذهب إلى مقاهى الحسين مثل، وهناك سوف يرى الموضوع زائدًا على الحد، وسوف يراه على صورة مقززة، وسوف يرى السائح مسكينًا يحاول الفرار، بينما المتسول يشده من ثيابه ويلاحقه!.
وفى نفس الإطار يضيف الدكتور طلعت سيد زخارى صاحب صيدلية نيوفارم التسول أصبح ظاهرة غير حضارية ويجب على المسئولين التصدى لها خاصة مع الذين احترافوها كمهنة وهم ليس بحاجة لذلك لأنها تدر عليهم أموالاً طائلة شهرياً دون عناء وبحكم تواجدى بالصيدلية يتردد على يومي عدد كبير منهم بدرجة أصبحت مزعجة وتسبب نوعاً من التوتر خاصة مع تركيزك في صرف روشتات الناس أو تجهيز طلبية دواء أو مراجعة فاتورة
وفى النهاية ناشد عدداً كبيراً من المواطنين الدولة والأجهزة المعنية بالتدخل فإذا لم تكن صورتنا أو صورة البلد تهمنا، فالسياحة التي نراهن على دخلها تدعونا إلى أن نهتم لأن السائح الذي يرى ذلك ويعانيه سوف يحكيه لأصحابه ومعارفه عندما يعود إلى بلاده، وسوف تدفع سياحتنا الثمن من لحمها الحى!.