ما بين برلمان الصدفة وبرلمان البزنس أسباب إنخفاض الأداء
لا ينكر أى أحد من المتابعين للمشهد السياسي إنخفاض أداء النواب خلال هذة الدورة، خاصة مع بداية دور الإنعقاد الثانى بل يرى الراصد سواء السياسي المحنك أو الرجل العادى أن الأداء من نواب الصدفه الى نواب البزنس أصبح باهتاً جداً، بل ليس له عنوان وفى تراجع مستمر، لدرجة أن هناك بعض النواب أختفت تماماً من دوائرها وأصبح وجودها بالدائرة مرهون بالمناسبات الإجتماعية أو السياسية بل بات إنجازهم لا يتخطى صفحة الفيس الخاصة بهم وتطبيل الحاشية ،
وقد عدد بعض المهتمين بالحياة السياسية والشخصيات العامة عدداً من الأسباب التى يكمن وراءها إنخفاض الأداء لهذة الدورة عن الدورات السابقة .
أولاً.. النظام الإنتخابي
يرى بعض السياسيين أن طريقة النظام الإنتخابي الأخيرة ونجاح عدد كبير من النواب عبر القائمة المطلقة، سبباً من الأسباب الرئيسية التى أدت إلى إنخفاض أداء النواب وأنفاصلهم عن الشارع بشكل مباشر، وشعورهم أن نجاحهم جاء عبر القائمة، وليس بالقاعدة الإنتخابية فلا قيمة للناخب من وجهة نظرهم والأهم رضى الجهات الداعمة فى نجاحهم لذا تكونت لديهم عقيدة لا قيمة للمواطن فى نظرهم،
ثانيا ...المبادرة الرئاسية حياة كريمة
تاتى المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" والتى أطلقها الرئيس السيسي أحد الأسباب المهمة التى أدت إلى هذا الأداء الباهت فدخول مشاريع القطاعات مثل الصحة والشباب والرياضة والصرف الصحى والبريد والطرق والإسكان تحت مظلة المشاريع القومية الخاصة بالدولة أغل يد النواب عن الخدمات العامه بل تلك المبادرة كشفت زيف وتزوير البعض منهم خاصة بعض نواب الدورة السابقة من الذين أعتادوا نسب المشاريع القوميه على انها إنجازات شخصية بمساندة التنفيذين دون بيان الحقيقية التى باتت واضحة اليوم كالعيان،
ثالثا .. تقسيم الدوائر
أيضاً يبرر السياسيين أن تقسيم الدوائر الاخير، ووجود الدائرة الممتدة بهذا الشكل لتشمل مركزين أو ثلاثة جاء عبءً كبير على النائب، وسبب رئيسي فى إنخفاض أدائه، فبات البعض من الذين نجحوا أخيراً يتحركون فى مساحة محدودة من الدائرة، لا تتعدى منطقته تاركاً باقى الدائرة لا يسمع عن مشاكلها سوى من مواقع التواصل الإجتماعي، أو يقدم خدماته بالمجامله لبعض الشخصيات الداعمة له أو التى تهلل وتسبح بحمده،
رابعاً.. البزنس الخاص ببعض النواب
فى الحقيقة عدد كبير من نواب الدورة الحالية جاءوا من طبقه رجال الأعمال أو من خلال ترشيح الأحزاب لهم بدعم تلك الأحزاب بمبالغ ماليه كبيرة وهؤلاء لديهم البزنس الخاص بهم ومشاريعهم واستثماراتهم ، التى أهتموا بها على حساب مصالح المواطنين، بل إن البعض الآخر الذى لم يكن لديه مشروعه قبل دخوله المجلس بعد نجاحه أفتتح مكتباً للبزنس يعمل به عدد من الموظفين الذين يتقاضون مرتبات كبيرة، فبات تفكيره فى نجاح مشروعه باستغلال دائرة علاقاته دون الإهتمام بأهالى الدائرة ،بل أصبح وجوده بين أهل دائرته مرهون بالمناسبات الكبيرة بالدائرة،
خامسا ... وجود اعضاء مجلس الشيوخ
أيضاً يرى البعض من المهتمين بالشأن العام والعمل السياسيى وجود أعضاء مجلس الشيوخ هذة الدورة يعتبر احد الأسباب المهمة فى كشف إنخفاض أداء نواب الشعب، لأن البعض من أعضاء الشيوخ أثبت وجوده بجداره داخل دائرته، بل البعض منهم زاحم اعضاء النواب فى توفير بعض الخدمات العامة إلى أهالى دائرته بالإضافة إلى تلبية بعض خدمات المواطنين الشخصية مما أدى إلى إتجاه الناخب إليهم فأثر بالسلب على أداء وشعبية نواب البرلمان،
سادساً ..عدم قدرة النائب توفير فرص عمل
باتت عدم قدرة النائب على توفير فرص عمل للبعض من أبناء دائرته من الأسباب المهمة وراء إنخفاض الأداء والشعبية، فجعل أى وظيفه فى أى قطاع تخضع للجميع بشفافية طبقا لشروط المسابقه والكفاءة، بالإضافة إلى إنشاء شركات خاصة بالتوظيف سواء بالكهرباء أو البريد أو الشهر العقاري صحيح بعضها يستجيب للواسطه لكن بشكل محدود ليس كسابق العهد فى الوظائف ولم يتبقى له سوى وزارتى الأوقاف والشباب والرياضة والخدمات الشخصية هى المنفذ للشارع من خلال تاشيرة إحلال أو ترميم أو فرش مسجد أو دعم مراكز الشباب بعدد من الأجهزة أو مساندة البعض فى الترقيات للمناصب القيادية على حساب كفاءة البعض خاصة بالتعليم
ثامنا ...المكونات الشخصية للنائب
وهنا يرى بعض السياسين أن المكونات الشخصية للنائب، وقناعاته، وثقافته، وقدرته على التعامل مع الوزراء والمحافظيين تختلف من نائب لآخر، بل إن البعض منهم تكونت لديه عقيدة ان الدائرة خذلته خاصة نواب الدورة الثانيه، فبات أدائة مرهون بالحاشية والمقربون منه فقط، بل هناك من غير محل الاقامة ليستقر بالقاهرة ويبتعد نهائياً عن الدائرة، وأكتفى بمتابعتها عبر الفيسبوك معتبراً ذلك قمة الإنجاز، ومنهم من لا يدرك إتجاه البوصله حتى الآن فبات أدائهم مرهون بمساحة محدودة من الدائرة ،ومنهم من فطن إلى أن القرار بات محكوم بأسباب أخرى غير الناخب فأبتعد عن دائرته تماماً بينما هناك نوع أعتمد على تقديم الخدمات ومد يد العون بالتبرع من خلال عمل المبادرات والمؤتمرات من ماله الخاص
تاسعا...زيادة الوعى و الإنجازات الوهمية
يرى العض أن من الأسباب التى باتت كاشفة لإنخفاض أداء النواب زيادة الوعى لدى الراصد والمتابع، وإدراكه مدى تزييف البعض منهم للحقيقة، بتصدير الانجازات الوهمية ، بأعتباره تقديم طلب إحاطة أو بيان عاجل أو أستجواب غير مردود عليه من قبل الحكومه ونشر هذا المستند المزيل بختم النائب على صفحته أو عبر الفيس أو مواقع التواصل وتهليل حاشيته هو قمة الإنجاز والعبقرية بل الكارثة أن نوعاً منهم دائب على نشر مشاريع الدولة على أنها إنجازاته، ولا يدرك أن الناخب بات لديه الوعى الكافى والثقافة والفهم والقدرة على التحليل المنطقى و البحث وراء المعلومه والتيقن منها،
عاشرا .. منظومة الاحزاب
من وجهة نظر بعض السياسيين تاتى منظومة الأحزاب من ضمن الأسباب التى ساعدت فى وجود نوعية من نواب المال بل تخطت إلى أنها رسخت لوجود خلافات بين النواب وأهالى الدائرة فتشكيل أمانات الأحزاب خاصة الأحزاب الكبرى من أتباعهم ورجالهمة ومرديهم وإبعاد كل من كان ضدهم فى الإنتخابات ادى إلى وجود انشقاقات بين أبناء الدائرة الواحدة فأثر ذلك على نوعية الأماكن والأشخاص التى يقدم لها النائب خدماته
وأخيراً ,,,
تبقى كلمة للتاريخ فقد أطلق على البرلمان الماضى" برلمان الصدفه" لنجاح عدد كبير منهم دون تاريخ سياسي يذكر ،وأنتهى ومضى ولم يقدموا للشارع ما يربوا إليه بل ظلوا طوال مدته يستغلون ذكائهم فى نسب مشاريع الدوله القوميه لهم من خلال تأشيرات كانوا يحصلون عليها بالمجامله، واليوم خلال الدوائر السياسية المغلقة يطلق على البرلمان الحالى برلمان رجال الأعمال أو برلمان البزنس والبعض أسماه البرلمان المنبطح أو الخانع
وفى النهاية تبقى كلمة ....
اليوم لدينا مواطن مغلوب على أمره فلم نترك له حرية الإختيار بحيادية وشفافية ليأتى بنائب ممثلا عنه بجد ولم نقدم له الخدمات الحقيقية التى يحتاجها من خلال الذين جاءوا
ولك الله يا مصر