التضليل الإعلامي في الوطن العربي
الإعلام فى أوطاننا العربية يقوم بتصدير الأزمة ويتوه فى وسط الطريق ولا يعرف كيفية إدارتها او حتى علاجها لان غالبية إعلامنا وقع ضحية الإعلام الغربى .
نظرا لنجاح الدول المتقدمة فى صناعة التضليل الاعلامى بالاخبار الكاذبة والمفبركة بدرجة احترافية عالية و يستغلونه فى ابراز جرائمهم من خلال التركيز على الصورة وتوظيفها ضمن استراتيجيتهم لاثارة الرعب والترهيب لترسيخ مفاهيم الهزيمة والاذعان لدى خصومهم
والتى تحرم الصور فى عقيدتها ورغم ذلك لم تمانع من استخدام الصور بشكل مكثف على المواقع الالكترونية والسوشيال ميديا لخدمة مصالحها وتدعيم افكارها بما يسهم فى توصيل الرسائل الصريحة والضمنية بشكل يؤثر على المتلقى ويعزز من شعورهم بالانتماء لكيان قوى ومنظم ويتمتع بهوية واهداف واضحة وقادر على تحقيقها،واعتقد ان مشاكل الارهاب والتطرف بالوطن العربى لن تحل بالقوة العسكرية ولكن يجب التعامل معها بالقوة الناعمة القاصمة والقادرة باستغلال مكونات وسائل الاعلام الوطنية للاقناع والتوعية والتاثير فى الراى العام
ومن المؤكد ان الحزن يعتصرنا على توجيه احدى القنوات الفضائية والتى يحلو للبعض ان يطلق عليها لقب الخنزيرة او الحظيرة لكافة امكانياتها وطاقتها للتركيز على مشاهد وصور بعينها فى كل من احداث العراق ولبنان وليبيا واليمن والصومال لتغذية المعاناة بهدف اسقاطهم فى النهاية بمستنقع الابتزاز!!
نحن بحاجة الى بناء استراتيجية ومرجعية اعلامية موحدة فى بلادنا العربية وتجاهل التخبط والارتجالية والعشوائية فى الاداء بالمشهد الاعلامى واعادة النظر فى التركيز على المشاريع الايجابية بدلا من اصطياد السلبيات وتضخيمها ومراعاة ان الاجانب لا يهمهم الاعتماد على القنوات والاذاعات الموجهة بقدر اهتمامهم بالتعددية الاعلامية التى تعتمد على الراى والراى الاخر.
من المؤكد اذا كانت لدينا الارادة الحقيقية للاصلاح بمجال الاعلام فلا بد من الان فصاعدا ان نبنى على الصورة التى تحمى رموز الدول واعتمادها على الانجازات التى تجرى بداخل كل بلد لتفادى الاغتيال المعنوى للمواطن والشعور بالانهزامية وتعزيز دور الوطنية بين الشباب واتاحة تعرضهم للتعددية الفكرية السليمة حتى لانترك الفرصة للاعلام المضاد لان يتلاعب بعقولهم