عبدالحى عطوان يكتب :- معركتنا بين الثقافة والتعايش والإعلام
لماذا باتت البضاعة الفاسدة تغلف بغلاف أنيق واسواقها رائجه ولها مريدين بالملايين ؟ لماذا يريدون تسطيح وتدمير هويتنا ؟؟
والسؤال ماذا جرى لنا اليوم لكى ينضب فكرنا على هذا النحو في معظم مجالات الثقافة؟ فقد ضاع فكر اللغة وفكر الإعلام وفكر التربية وفكر الإبداع
إلسنا أحفاد توفيق الحكيم وأحسان عبدالقدوس ونجيب محفوظ!! إلسنا من أنجبنا رامي وعبدالوهاب وشوقي وجويدة !! إلسنا أصحاب هذه البلد الى أنتجت فيلم الأرض والمومياء وبداية ونهاية والفتوة!! إلسنا من سوقنا عمر الشريف وأحمد ذكى ويوسف شاهين عالمياً !!
لماذا فشلت اليوم مجتمعاتنا في أن تصنع لنا فلاسفة كبار يقيمون لنا صروحاً فكرية شامخة ؟وهل تكفى تلك المبادرات الفردية الجسورة على يد الناحتين في الصخر؟ وكيف ذلك ومازال بيننا من يرى مفهوم الديمقراطية أو النقد البناء أمراً غريباً لا شأن لنا به في حين يسعى العالم في توسيع المفهوم بما يتفق مع مطالب العصر.
ولماذا لا ندرك أن هناك تناقضاً بين غياب الديمقراطية ووفرة المعلومات وظهور الغيبيات والدجل والشعوذه والفهلوة؟ ولماذا كل هذا الإزعاج من وجود روافد ثقافية فرعية تصب في المسار العام ؟
ولما كل هذه الخصومة التي تصل الى حد القطيعة بين فرق فكرنا القومية، والدينية، والعلمانية، فكل فريق يضع قواعده وشروط مسبقة للحوار تنسف قواعد نظيره .
ولماذا أصبحت معاركنا الثقافية اليوم تدار بين الضجيج وتصفية الحسابات؟ فالهند اليوم تخطط لإقامة ألف متحف للعلوم في خطتها العشرية القادمة للتنمية
لماذا نحن ارتضينا أن ينوب عنا غيرنا في صناعة ثورتنا الثقافية فلا نلقى باللوم على شباب ضل طريقه بل اللوم كل اللوم على دولة لم تحدد أهدافها لتصنع مستقبل أجيالها.
فإنحدار الثقافة لايلد إلا الإنحطاط الأخلاقي والإسفاف وتفشي الجريمة فضياع دولة بأكملها يبدا بضياع جيل الشباب .
ما يحدث اليوم من قبل وزراتى الثقافة والتعليم ينسف كل مبادرات الرئيس في صناعة جيل من الشباب يتحدى به العالم ثقافياً وما نراه من ظواهر العنف والقتل يظهر الدولة وكأنها مقسمة الى دويلات تقع داخل جزر منعزلة عن بعضها فلا تنسيق بين التعليم والثقافة والشباب الكل في محرابه
وفى النهاية ،،،
على الإعلام أن يترفع قليلاً عن فكرة السبق الصحفى ونسبة المشاهدة ويتخلى عن نشر أخبار القتل والإنتحار والتركيز عليها بهذا الشكل دون وعى ،حتى لا يسهم فى إنتشار هذة الظاهرة ويجعل من تلك الجرائم النهايات السهلة لحل المشاكل فى ظل الضغوط القاتله