عبدالحى عطوان يكتب:- التوك توك وهروب الصنايعيه
فى غفلة من الزمن وفى إطار الفوضى التى ضربت الكثير من نواحي الحياة، ابتلينا بكارثة مركبة التوك توك، التى بلينا بها أنفسنا والتى أصبحت ترتع فى شوارعنا ليل نهار، لتصنع لنا جريمة الفوضى، والبلطجة، بل جعل الرعب يبث فى قلوبنا خوفاً على أطفالنا وبناتنا، فجميع الجرائم التى تحدث خلال الفترة الأخيرة هو القاسم المشترك فيها، ذلك الحشرة التى أنتشرت ولم يستطيع أى مسئول أن يتصدى لها، فالكل خائف على منصبه إذا ما أتخذ قراراً بالترخيص أو التقنين أو المنع، وحدث تجمهر ضده من تلك الفئة فقد أصبح التوك توك ينظر له على أنه فرصة عمل لهؤلاء ،بينما الكارثة أنه صنع منهم مجرمين صغار بداية مشاريع تجار مخدرات ما عدا القليل منهم الذى أتخذ منه أداة لمورد رزق .
فى المقابل فى ظل عملية عدم التقنين لاوضاع التوك توك بدأت تتفشي ظاهرة أخرى وهى هروب الصنايعيه من المصانع والورش وأختفى ما كان يلقب بالصبي أو "بليه" حتى أصبحنا نبحث بالساعات عن سباك مهنى، أو نجار يجيد حرفته، أو كهربائي، فقد هرب جميع الحرفيين الصغار،
لذا المطلوب الإتجاه من قبل الدولة نحو مدارس التعليم الفنى، والكليات العملية، والتوسع فى إتاحة المراكز المتخصصة الخاصة بتعليم الحرف، مثل إصلاح أعطال السيارات، والثلاجات، والغسالات، كذلك مطلوب إشراف حكومى على تدريب العمالة المتخصصة فى الصيانة، مثل السباكة، لأن ذلك يؤدى الى توفير فرص العمل، ويتيح مجالًا لخريجى التعليم الفنى، فعلى الدولة أحتضان الصنايعية وتدريبهم، وإعادة الروح لهذه الفئة وتقديم الحوافز لها.. وقتها لن يترك الناس سياراتهم فى الشارع دون إصلاح.. ولن يترك الناس منازلهم دون سباكة جيدة تحافظ على ما تبقى من المياه دون إهدار!
بإختصار شديد .. لإبد من أن نجعل من بلادنا مجتمعاً صنايعياً بالورش والمراكز المتخصصة قبل أن يقضى التوك توك على ما تبقى من الحرفيين بعدما قضى على أخلاقنا وحول شوارعنا إلى مرتع من الفوضى والجريمة،،
٥