18:10 | 23 يوليو 2019

الإسراف والتبذير واثره في الأزمات الاقتصادية بقلم : محمد على فؤاد

3:46pm 16/06/22
صورة أرشيفية
محمد على فؤاد

الكثير يتحدث عن ارتفاع اسعار السلع الغذائية عالميا ولا يبحث عن الحل لمواجهة ظاهرة ارتفاع الاسعار لكن لفت انتباهي اثناء قراءتى لأحد المنشورات على الإنترنت وهو يتحدث عن دخول اثنان من الأصدقاء إلى احد المطاعم  فى المانيا وجاءت القصه كالتالى . 

يقول احد الطلاب : عندما وصلت الى هامبورغ ..رتب أحد زملائي الموجودين في هامبورغ جلسة ترحيب لي في أحد المطاعم ... 

وعندما دخلنا المطعم لاحظنا ان كثير من الطاولات كانت فارغة وكان هناك طاولة صغيرة تواجد عليها زوجين شابين لم يكن أمامهما سوى اثنين من الأطباق وعلبتين من المشروبات .. 

كنت أتساءل اذا كانت هذه الوجبة البسيطة يمكن ان تكون رومانسية وماذا ستقول الفتاة عن بخل هذا الزوج .. وكان هناك عدد قليل من السيدات كبيرات السن يجلسن جانبا ... 

طلب زميلنا الطعام وكنا جياعا فطلب المزيد .. وبما أن المطعم كان هادئا وصل الطعام سريعا
لم نقض الكثير من الوقت في تناول الطعام وعندما قمنا بمغادرة المكان كان هناك حوالي ثلث الطعام متبق في الاطباق ..ولم نكد نصل باب المطعم الا وصوت ينادينا ... 
لاحظنا السيدات كبيرات السن يتحدثن عنا الى مالك المطعم ..وعندما تحدثوا الينا فهمنا أنهن يشعرن بالاستياء لاضاعة الكثير من الطعام المتبقي . 

أجابهم زميلي : " لقد دفعنا ثمن الطعام الذي طلبناه فلماذا تتدخلن فيما لايعنينكن ..؟؟
احدى السيدات نظرت الينا بغضب شديد واتجهت نحو الهاتف واستدعت أحدهم .. 

بعد فترة من الزمن وصل رجل في زي رسمي قدم نفسه على أنه ضابط من مؤسسة التأمينات الاجتماعية وحرر لنا مخالفة بقيمة 50 مارك ( يورو حالياً )
التزمنا جميعا الصمت ..وأخرج زميلي 50 مارك ( يورو حالياً ) قدمها مع الاعتذار الى الموظف. 

قال الضابط بلهجة حازمة : " اطلبوا كمية الطعام التي يمكنكم استهلاكها .. المال لك لكن الموارد للجميع .. وهناك العديد من الآخرين في العالم يواجهون نقص الموارد ..ليس لديكم سبب لهدر الموارد " . 

احمرت وجوهنا خجلا ..ولكننا في النهاية اتفقنا معه .
نحن فعلا بحاجة الى التفكير في هذا الموضوع لتغيير عاداتنا السيئة .
قام زميلي بتصوير تذكرة المخالفة وأعطى نسخة لكل واحد منا كهدية تذكارية .
" المال لك .. لكن الموارد ملك للجميع " .
فمن خلال قراءتى لتلك السطور تلاحظ لى خاصة فى بعض البلاد العربيه اهدار كميات كبيرة من الطعام وخاصة فى المناسبات وفى المطاعم والفنادق وفى بعض المؤسسات التى تقوم بتقديم وجبات للعاملين بها أو من يترددون عليها   فاهدار تلك الكميات يؤثر بالسلب على الموارد الطبيعيه ويؤدى ايضا إلى نقص السلع الغذائية فى الاسواق ونقص السلع يؤدى إلى قلة المعروض من تلك السلع مما يؤدى إلى ارتفاع اسعار السلع وظهور ازمات اقتصاديه فى البلاد ومن ذلك نستنتج أن سبب ارتفاع اسعار السلع و نقصها فى الاسواق يرجع إلى الاسراف والتبذير الذي يقوم به البعض مما يؤثر بالسلب على حياة جميع المواطنين المقيمين على ارض الدوله فلا سبيل لمواجهة نقص السلع وارتفاع اسعارها الا محاربة الاسراف والتبذير 
الذي يؤدى إلى اهدار الموارد  .
وهذا النهج امرنا به الدين الإسلامي الحنيف فقد قال تعالى فى كتابه العزيز 
ومن  الآيات التي أمر الله تعالى فيها بحفظ المال ونهى فيها عن التبذير والإسراف، فمنها قوله تعالى: (وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً) [الإسراء:29].
وقوله عز وجل: (وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً) [الإسراء: 26-27].
وكذلك قوله جل وعلا: (وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً) [الفرقان:67]. 

وقد امرنا ايضابذلك النبي صلى الله عليه وسلم 
عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدِّه رضي الله عنهما؛ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ((كُلُوا، وتصدَّقوا، والبسوا، في غير إسرافٍ ولا مَخِيلَةٍ[6]))[7].

وعن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: "كُلْ ما شئتَ، والْبَسْ ما شئتَ، ما أخطأَتْكَ اثنتانِ: سَرفٌ أومَخِيلَةٌ"[8]. 

وعن المِقدام بن معدِي كَرِب رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ((ما مَلأَ آدميٌّ وِعاءً شرًّا مِن بطنه، بحسْبِ ابن آدم أُكُلاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَه، فإن كان لا محالة، فثُلُثٌ لطعامه، وثُلُثٌ لِشَرَابه، وثُلُثٌ لِنَفَسِه))[9].
ومن الإسراف الذي يقع فيه بعضُ الناس: الإسْرَافُ في الولائم،  وحَفَلات الزَّوَاجِ، وغَيْرها مِنَ المناسبات، صغيرة أو كبيرة؛ حيثُ تُقدَّم بها الأَطعمةُ أَكْثَرَ من الحاجة.

ومنها: الإسراف في استخدام نعمة الماء؛ فعن أنس رضي الله عنه: "إنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يتوضَّأ بالمُدِّ، ويَغتسِل بالصَّاع، إلى خمسة أمداد[15]"[16].

وقد نهَى النبيُّ صلى الله عليه وسلم المؤمنَ أن يزيد على وضوئه ثلاث مرات؛ فعن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدِّه، قال: "جاء أعرابيٌّ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم يسأله عن الوضوء، فأراه الوضوءَ ثلاثًا ثلاثًا"، ثم قال: ((هكذا الوضوء؛ فمَن زاد على هذا، فقد أساء، وتعدَّى، وظَلَم))"[17].

ومنها: الإسراف في استخدام نعمة المال؛ فعن خَوْلَة الأنصارية قالت: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنَّ رجالًا يَتخوَّضون في مال الله بغير حقٍّ؛ فلهم النار يوم القيامة))[18
ومن أقوال السلف الصالح ايضا 
قال عليُّ بن أبي طالب رضي الله عنه: "ما أنفقتَ على نفسِكَ وأهلِ بيتكَ، في غير سَرفٍ ولا تبذير، وما تصدَّقتَ به، فهو لك. وما أنفقتَ رياءً وسمعةً، فذلك حظُّ الشيطان"[12].

وقال ابنُ الجَوْزي: "العاقل يُدبِّر بعقله معيشتَه في الدنيا، فإن كان فقيرًا اجتهَد في كسبٍ وصناعةٍ تَكُفُّهُ عن الذُّلِّ للخَلْق، وقلَّل العلائقَ، واستعملَ القَناعة؛ فعاش سليمًا من مِنَن الناس، عزيزًا بينهم، وإن كان غنيًّا، فينبغي له أن يُدبِّر في نَفَقَتِه؛ خوفَ أن يفتقر، فيحتاج إلى الذُّلِّ للخَلْق..."؛ إلى آخر ما قال[13]. 

فإن كان النهى عن الاسراف والتبذير نهج امرنا به ديننا الحنيف 
فالنهي عن الإسراف والتبذير نهج اقتصادي ايضا 
فاهدار تلك الكميات يؤثر بالسلب على الموارد الطبيعيه ويؤدى ايضا إلى نقص السلع الغذائية فى الاسواق ونقص السلع يؤدى إلى قلة المعروض من تلك السلع مما يؤدى إلى ارتفاع اسعار السلع وظهور ازمات اقتصاديه فى البلاد ومن ذلك نستنتج أن سبب ارتفاع اسعار السلع و نقصها فى الاسواق يرجع إلى الاسراف والتبذير الذي يقوم به البعض مما يؤثر بالسلب على حياة جميع المواطنين المقيمين على ارض الدوله فلا سبيل لمواجهة نقص السلع وارتفاع اسعارها الا محاربة الاسراف والتبذير  الذي يؤدى إلى اهدار الموارد الطبيعيه

وارجو أن تتبنى الدوله المصريه حمله للتوعيه بمخاطر الاسراف والتبذير واثرها على ارتفاع اسعار السلع و اثرها الذي يعود بالسلب على حياة المواطنين 
بل ارجو ان يتم تغريم من يقوم بالتبذير والاسراف كما هو معمول به فى كثير من الدول الاوروبيه عن طريق تشريعات تحارب الاسراف والتبذير فى استخدام الموارد
وقيام رجال الدين بالتوعيه بمخاطر الإسراف والتبذير وهو مسلك الدين الإسلامي الحنيف 
فلا سبيل لمواجهة ظاهرة ارتفاع الاسعار وازمات نقص الغذاء فى العالم الا بمواجهة الاسراف والتبذير الذي يؤدي إلى اهدار الموارد وعدم الاستفادة منها 
واخيرا فان كان المال ملك لك فالموارد ملك الجميع 
 

تابعنا على فيسبوك

. .
izmit escort batum escort
bodrum escort
paykasa bozum
gazianteplie.com izmir escort
18 film izle erotik film izle
deutsch porn