18:10 | 23 يوليو 2019

عبدالحى عطوان يكتب :- عمرى ضاع بين الخادمة والمطلقة

2:51pm 29/05/22
عبد الحي عطوان
عبدالحى عطوان

بدا صوتها خافتاً وكأنه همهمات قادم من زمن بعيد فالنبرة حزينة ومتألمة تدارى تقاسيم وجهها الحزين خلف تلك الملامح التى تكشف عن جمال روحى وهبها الله لها قالت بصوت غير مسموع لقد انهارت قواى وتحطمت معنوياتى ولم يعد لى طموح في أى شئ لدرجة كثيراً ما يجول بخاطرى الإنتحار أو إجابة سؤال لماذا خلقنى الله هل لعيش حياة تعيسة قاسية خالية من الرحمة حتى من أقرب الناس قاطعتها بهدوء مستغفراً الله ومقدراً حالتها النفسية   
نظرت إلى الأرض فى خشوع ثم قالت أنا ياسيدى ولدت فى أسرة بسيطة بإحدى القري الشهيرة بمركز طهطا  الكبرى لأربعة من الأشقاء ثلاثة أولاد وبنت .
بدأت حياتى وكأنى الوصيفة لتلك الأشقاء الخادمة المطيعة بحكم المجتمع القروى الذكورى فلم ارتاد المدارس ولم أشعر بالأعياد أو بالأفراح وعن طيب خاطر وبقلب مملوء بالحب أخدمهم ليل نهار حتى استيقظت يوماً فوجدت سنى تخطى الثلاثون عاماً وشهرتى الخادمة .
مضت الأيام فدخلت في مرحلة أكثر قسوة على النفس البشرية تطاردنى فبحسب تقاليد قرانا مرحلة سنى هذة يطلق عليها عانس  وكيف تتم خطبتى وأنا  الخادمة التى لا تغادر عتبة المنزل منذ ولادتها إلا مرات قليلة فقط عند ذهابنا للأطباء بالمدينة . 
سيدى حتى لا أطيل عليك في صباح يوم طرق بابنا رجل له زوجة وثلاثة أولاد وطلب يدى من والدى رغبة في الزواج بي واقنع أسرتي أنه منفصل عن زوجته الأولى  ولألقاء الحمل الثقيل من على اكتافه وافق الأب وللظروف النفسية التى اعانيها أنا وافقت بلا تردد وخلال أيام معدودة كنت قد زففت عروسة وأصبحت زوجة لشخص لا أعرف شيئا عنه ومنذ الأسبوع الأول لزواجى اكتشفت الطامة الكبرى بإنه خدعنى وخدع أسرتى البسيطة فزوجته مازالت تحت عصمته ولم تفارق مسكن الزوجية سوى هذا الأسبوع وأنا مجرد زوجة ثانية ليس إلا وفى نظر الجميع خطفته من  زوجته الأولى 
استيقظت صباح يوم وجدت نفسي يتيمة الأب والام وليس لى مأوى سوى ذلك الدار في كنف هذا الرجل مرت السنوات الأولى بحلوها ومرها تحملت فيها ما لا يطيق من إهمال منه او تجاهل لمشاعرى والطامة الكبرى كانت في بخله الشديد وعدم الإنفاق بالإضافة إلى مشاكل زوجته الأولى التى كانت بصفة مستمرة وتزداد يومياً لتحملنى على الرحيل  عشت كل ذلك بمرارة حتى لا أعود لمنزل أسرتى وإنا احمل لقب مطلقة في سن الثلاثين عاماً  
وفى أحد الأيام جلس بجوارى ووجهة مغمم وقال لى اليوم  آخر أيام رحلتنا معاً فاطالبك بالرحيل  وسأكتب لك نصف منزلنا المقام  بالأرض الزراعية فاندهشت ولم استطيع الكلام فقد عجز لسانى عن نطق الحروف فهوغير مسقوف ولا توجد به معالم للحياة غادر ولم يلتفت إلى كلامى مطلقاً  
عدت لمنزل والدى أحمل أطفالى فوق كتفى وقسيمة طلاقى تطاردنى لأجد ما لا استطيع كتابته ولا نطقه فقد اغلق الأخوة الباب في وجهى واقتسموا كل شى دون أن يتذكروا أن لهم أخت ضاع عمرها ما بين لقب الخادمة والمطلقة 
سيدى الكاتب ....أنا الآن أمراة بلا أهل أقيم في العراء داخل منزل صادر له قرار إزالة وهو بلا سقف بلا حياة أين أذهب أين النجاة
 

تابعنا على فيسبوك

. .
izmit escort batum escort
bodrum escort
paykasa bozum
gazianteplie.com izmir escort
18 film izle erotik film izle
deutsch porn