18:10 | 23 يوليو 2019

عبدالحى عطوان يكتب :-رهان الوريث ووعى المصريين

10:20am 28/05/22
عبدالحى عطوان

أخذه خياله فى تلك اللحظة إلى أن الدولة المصرية بظروفها الإقتصادية والسياسية مهيئة لسماع خطابه، وتصديق أحلامه، أو قد يكون تذكر ذلك الصولجان الذى عاش طيلة حياته من خلاله جعله يسرح لأبعد من ذلك، وتشابكت أمام عينية الصور وتداخلت الأزمنة، فجاءت أمامه حشود المصريين بالملايين تهتف له وبعودته، أو يكون طموحه الكامن داخل عقلة الباطن قد صور له أنه شبيه ماركوس الذى أعاد حكم أبيه بعد ثلاثين عاماً فى الفلبين،  ولكن قبل أن يفيق من قراءة بيانه بعدما أخذ الدفعة القوية من زيارته الأخيرة للامارات، كانت ردود المصريين علية أسرع مما توقع فقد جاءت بخيبة الأمل وكتب الجميع عبر مواقع التواصل  الإجتماعى عن ثلاثين عاماً من الإنهيار فى التعليم والصحة والبنية التحتيه لدرجة أدرك من خلالها أنه تسرع وبادر بالخروج لمواجهة الشعب الذي خلع والده، فهو أعلن براءة ذمة الأسرة التي حكمت مصر لنحو 3 عقود، والشعب أعلن أنهما تسببا للدولة في تجريفها وتخريبها وتحويل معظم مرافقها إلى “كُهن حتى يستمروا على الكراسي”، بتعبير الرئيس السيسي قبل شهور
لم يعيير الملايين من المصريين خطاب جمال مبارك أى قيمة بخلاف بضعة آلاف من المعنين بالشأن السياسي والعام التى أخذها الذهول وأندهشت عند سماعها البيان وكان السؤال الذى بادر للاذهان سريعاً لماذا هذا التوقيت بالتحديد ليخرج علينا الوريث الابن ببيان يبرئ فية ساحة والدة وعلى ما يراهن حتى يصدقه الناس، وتناسى جمال مبارك ثقافة ووعى ذلك الشعب الذى حاولوا تسطيحة، بالاضافة إلى أنه حتى تاريخه أمامهم لم يحصل على رد إعتبار في قضية فساد القصور الرئاسية التي أُدين فيها هو وشقيقه علاء. وعليها لا يستطيع ممارسة حقوقه السياسية. إذ أنها من القضايا المخلة بالشرف، وتناسي ذلك الوريث أيضاً أن الجيل الذي خرج إلى الشوارع لإسقاط والدة وحزبه لم يعود بعد ولم يكبر ولم يشيخ أو يصل للهرم بعد حتى يمكن التلاعب بأحلامهم مرة أخرى ولأنه راهن من داخله على الظروف الاقتصادية الصعبة للدولة لقيامها بتنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي منذ بداية عام 2016، مما دفع البعض أحياناً الى الترحم على مبارك وأيامه، خاصة بعدما روض ذات الايدلوجية المعادية للدولة مشكلة تفاقم أسعار السلع والخدمات وأجروا مقارنات بين اليوم و فترة حكم الرئيس الراحل، بل ذهبوا فى حربهم مع النظام الحالى إلى أستحضار آخرون مواقف وتصريحات انتصر فيها مبارك للفقراء فدفعه خياله واتخذ قراره للبيان ولكن الآلاف من الواعيين كان ردهم سريعاً بان عهد أبيه جعل الفقراء يزدادون فقرا وأن نسبة قليلة من سيطرت على البلاد ومواردها ومناصبها.
والحقيقة المؤكدة التى لإبد أن يدركها الوريث الإبن ليفيق من أحلامه أن والده تسلم الحكم من سلفه السادات مطلع ثمانينيات القرن الماضي، ومنذ ذلك اللحظة لم يعمل على وضع البلاد على خريطة الدول المتقدمة. بل ترك الحابل على الغارب، فلم يكن يشغله سوى البقاء في الحكم حتى “آخر نفس وآخر نبض”، فلا هو عمل على وضع قواعد بناء الدولة الديمقراطية الحديثة، ولا هو بحث كيفية صناعة نهضة حقيقية في ملفات التعليم والصحة والزراعة والصناعة، ومع تقدمه في العمر سلم الجمل بما حمل لأبنه الأصغر وشلته، فتعاملوا مع البلد بأعبتارها عزبة. وهو ما لم يقبله المصريون فثاروا ليسقطوا هذا العهد، وطالبوا بإقامة نظام جديد “الشعب يريد تأسيس نظام جديد” قائم على العدالة والمساواة والحرية.
وأخيراً،،،،،،
جمال مبارك راهن فى خروجه على المصريين على ظروف الدولة المصرية الحالية وصعوبة الحياة الإقتصادية والسياسية القائمة ،حيث وجدها فرصة للعودة إلى المشهد ، لغسيل سمعة عائلته وتضليل الناس وصناعة تاريخ مغاير لكن الفرق بين ما فعلة ماركوس الإبن وجمال الإبن وهو ثلاثون عاماً كانت أختفت من خلالها أجيال وتغيرت ظروف جعلت الأول ينجح، بينما أخفق الاخر فى تقديراته عندما راهن على الظروف الاقتصادية والسياسية ولم يضع فى حساباته وعى المصريين 
وفى النهاية ،،،
 قطع الطريق أمام عودة طرفي الماضي البغيض، سواء نظام مبارك أو الجماعات ذات الايدلوجية الدينية لن يتحقيق إلا بإصلاح حقيقي وتغيير جذري في المسار الحالي، ووضع أسس الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة القائمة على مبادئ العدالة والحرية والمساواة والمنافسة السياسة النزيهة، وتداول السلطة، والتعددية، والمشاركة.والأهم تعديل الدستور وإصلاح النظام المحلي الذى يتطلب بالضرورة تعزيز دور المجتمع المدني في المشاركة المجتمعية وممارسة الأمانات الجغرافية للأحزاب السياسية لمهام إعداد وتأهيل الكوادر المحلية. فضلا عن توثيق تواصلها مع المحافظين ورؤساء مجالس المراكز والقرى والأحياء. وتمثيل المواطنين والتعبير عن مصالحهم ومشكلاتهم المحلية. خاصة أن تضييق المجال العام ليس فى صالح القيادة السياسية
١٥١

تابعنا على فيسبوك

. .
izmit escort batum escort
bodrum escort
paykasa bozum
gazianteplie.com izmir escort
18 film izle erotik film izle
deutsch porn