ارتفاع اسعار الملابس يحرم الدمايطة من تذوق لذة حلاوة العيد واخرون يلجاون للاسواق العشوائية والجمعيات الخيرية
مع حلول قرب انتهاء شهر رمضان وقرب حلول عيد الفطر المبارك من كل عام، تتزين فاترينات المحلات بالاسواق الدمياطية بفساتين الفتيات وبدل الأولاد، وتكتظ الأرصفة بالمارة والزبائن الراغبين في شراء لبس العيد لأطفالهم، إلا أن المشهد تغير هذا العام وباتت الشوارع غير مكتظة بالمارة حيث تشهد أسواق محافظة دمياط ارتفاعًا كبيرًا في أسعار ملابس العيد، الأمر الذي دفع الأهالي إلى التفكير في الاستغناء عن ملابس العيد هذا العام، و تفاوتت أسعار الملابس لتبدأ بأسواق دمياط الشعبية من 300 جنيه للقطعة حتى تصل إلى 700 ، بينما بدأت الأسعار بالمحال الشهيرة من 800 جنيه للقطعة الوحدة، لتصل إلى 2500 جنيه، أمام تلك الأسعار، خلال جولة رصدتها البوابة بين شوارع اسواق 6 اكتوبر بمنطقة الشهابية وباب الحرس والأرصفة المكتظة بالمواطنين ظهرت علامات الغضب والاستياء على وجه الأربعينية أم سماح التي تمسك بإحدى يديها مجموعة من الأكياس، وباليد الأخرى طفلين، والثالث يدفع بها إلى طقم ملابس معلق على فترينة المحل، فيما الابنة الرابعة تبدو عليها علامات الحزن والتعاسة وكأن أمرا عظيما قد حدث لها. وعند الاقتراب منها والسؤال عن رأيها في أسعار الملابس تنهدت وقالت، الحمد لله، الملابس نار، الله يعين المواطن على هذه الأسعار، وعلى أصحاب المحلات الذين يمارسون كل أنواع الاستغلال على المواطن، فمثلا يبدأ سعر إحدى القطع من 300 الي 700 جنية ، وندخل بالمفاصلة حتى نتوصل الي 550.وتضيف، العيد فرحة للأطفال، ولولا العيد لما اضطررت للشراء، فلكل منهم متطلباته الأساسية التي تحتاج ميزانية خاصة، وكل هذا من الراتب الشهري ، وتضحك ساخرة، الحكومة ترفع الأسعار، والتاجر يطبق القرار حتى على الملابس القديمة، وكله على راسك يا مواطن. وفيما يخص السؤال عن ارتفاع الأسعار ومقارنته بالسنة الماضية يقول عادل الامام وهو أب لأربعة أطفال، إن أسعار الملابس في الأسواق لا تعرف الحركة للخلف وإنما القفز للأمام، موضحا أن الأسعار مرتفعة جدا، ورغم ذلك فالموديلات المعروضة قديمة خاصة في الأسواق الشعبية، أما المجمعات الكبرى التي تحتكر الماركات والموديلات الحديثة فأسعارها لا تطاق.
ولفت إلى أن ارتفاع أسعار الملابس راجع لعدم رقابة الحكومة على التجار، مشيرا إلى انتهاز التجار هذه الفرصة حيث إن الناس مجبرون على الشراء في العيد خاصة للأطفال. وحول التنزيلات التي تعلن عنها بعض الأسواق في هذه الأوقات لتنشيط حركة البيع والشراء، تبين سامية احمد والدة ثلاثة أطفال أن معظمها غير حقيقية، وإنما هي خدعة تجارية يقوم بها التجار لاصطياد الزبائن ولفت انتباههم، وأن المعروضات التي تقدم خلالها تعود في أغلبها إلى مخزونات قديمة كانت مكدسة في المخازن، لكنها بأسعار جديدة وأغلى من المعتادة. وتدخلت في الحديث عنيات سالم ربة منزل والتي انشغلت في تقليب البضاعة لاختيار مقاسات الملابس المناسبة لأطفالها الأربعة الصغار، لم يتبق لنا خيار سوى الاسواق العشوائية او الجمعيات الخيرية ، وارتفاع الأسعار لا يطاق، والمبلغ المتوفر لدي لا يكاد يشتري لأحدهم أو لاثنين منهم، الغلاء يحيطنا من كل مكان، الرأفة يا حكومة بالمواطن. ويشيربائع رفض ذكر اسمة في أحد محلات ملابس الأطفال ، إلى وجود ارتفاع في أسعار الملابس ما عدا المصنوعات الصينية فسعرها ما يزال مع ارتفاعه مقبولا، مؤكدا أن تجار الجملة رفعوا الأسعار على أصحاب المحلات، ونحن رفعناها على المستهلك.، حيث نلاحظ ومع اقتراب العيد ضعف الإقبال على الشراء في حين كانت الاسواق مزدحمة بالمواطنين في مثل هذه الأوقات قبل عدة سنوات، وأصبحت الأسرة في ظل هذه الظروف تبتعد عن شراء كل ما يمكن في الاستغناء عنه، وفي مقدمة ذلك الملابس حيث تقتصر كثير من الأسر على شراء ما هو ضروري جدا، في حين أن مناسبة العيد كانت فرصة لكثير من الأسر للتسوق وإدخال الفرح والسرور على قلوب افراد الأسرة باعتبار العيد مظهر من مظاهر الفرح والتكافل الاجتماعي ويقول العربي الهندي صاحب محل تفصيل ملابس: غلاء الأسعار أجبر المواطنين على التفكير فينا مرة تانية، لافتًا إلى أن تفصيل الملابس كانت مهنة شارفت على الانقراض بفعل الأسواق المتواجدة بالمحافظة وتفكير المواطنين في اقتناء احتياجاتهم عن طريق المحال الجاهزة، مشيرًا إلى عودة الحياة مرة أخرى إلى محال التفصيل، بفضل غلاء الأسعار الذي يضرب أسواق المحافظة هذا العام.نعم عوامل عديدة دفعت أهالي المحافظة في التفكير في تلك الحلول، ربما أهمها ارتفاع الأسعار داخل الأسواق الشعبية والتي كانت بديلًا قويا لمحدودى الدخل غير أنها لم تعد كذلك الآن، لتقترب الأسواق الشعبية في أسعارها من المحال الكبرى لتساعد في هروب المواطنين من اقتناء الملابس الجاهزة. واضاف السيد شعبان موظف، إن محال التفصيل كانت حلًا قويا للهروب من جحيم الأسعار، موضحًا أنه رغم انخفاض الأسعار نسبيًا داخل محال التفصيل، إلا أنه لم يكن بمقدور الجميع الحصول على كل ما يريد، مشيرًا إلى ضرورة التعامل بحكمة أكثر من ذلك من قبل تجار الملابس والإعلان عن أسعار تناسب الجميع.، في جولة قادتنا إلى بعض محلات بيع ملابس الأطفال بمدينة راس البر ، لاحظنا الارتفاع الرهيب في الأسعار، حيث بلغ سعر فساتين البنات من عمر 3 إلى 6 سنوات 700، فيما استقر سعر البنطلون البناتي بين 180 إلى 250 جنية ، وتراوح سعر الأقمصة بين 150 جنية و300 جنية ، وعرفت أسعار أحذية الأطفال كذلك ارتفاعا ملحوظا، حيث تراوحت بين 300 جنية و550 جنية أو أكثر.واستقطبت محلات بيع ملابس الأطفال عددا من العائلات ، التي تسارع لاقتناء ملابس العيد قبل ارتفاع أسعارها وحتى تتجنب لفحات الشمس ومشقة الصيام في اواخر شهر رمضان خلال رحلة البحث عن ملابس لأبنائها، وخلال تواجدنا بأحد المحلات، علقت إحدى السيدات قائلة لقد تفطن التجار للأمر ما جعلهم يلهبون الأسعار خلال هذه الأيام، لأنها الفترة التي تنتعش فيها تجارة ملابس الأطفال، بما أن الأولياء يستغلون الفرصة لاقتناء ملابس العيد قبل حلول عيد الفطر المبارك. وأرجع احد التجار براس البر ، أسباب ارتفاع أسعار الملابس خلال هذه الفترة، إلى زيادة الطلب على الملابس الصيفية بمناسبة انطلاق موسم الصيف ، وتزامنا مع عيد الفطر المبارك
٠