عبدالحى عطوان يكتب :- مسلسات رمضان وفاتن أمل حربى
غدا يسدل الستار على شهر رمضان المبارك وتنتهى مسلسلاته التى تابعناها على مدار شهر كامل ما لفت انتباهى التنوع في الدراما المصرية هذا العام بوجود 16 شركة انتاج والتى افرزت عددا من المسلسلات الجيدة حوالى 32 مسلسل تنوعت فيها المادة المقدمة الروائية والدرامية بدءا من اقوى مسلسل وهو الاختيار الذى يتناول بواقعية حقبة من اهم تاريخ مصر المعاصر وهى فترة صعود الاخوان للحكم وازاحة الشعب لهم بعد فشلهم الذريع في تبنى قضايا الوطن بوطنيه وتنفيذهم لاجندات خارجية هدفها تقسيم الوطن وضياع هويته التى كشفتها التسريبات الضخمة والغير متوقعة مرورا بمسلسل يوتيرن ومسلسل توبه والمداح 2 والعائدون وبيت الشدة وجزيرة غمام والمشوار و بطلوع الروح واحلام سعيدة وملف سرى وجوه وانحراف كذلك شهد شهر رمضان ظهور مميز للفنانة ليلى علوى داخل مسلسل دنيا تانية الذى تناول الصراع العائلى والمالى والطبقى وصولا الى مسلسل امل فاتن حربي الذى لاقى انتقادات كثيرة جدا ولم يحظى بالمشاهدة الا من طبقة المثقفين وشريحة المراة
يمكن من اهم اسباب تلك الانتقادات المؤلف ابراهيم عيسي نفسه الذى اصبح في الفترة الاخيرة من الرموز التى لا تلقى قبولا لدى المواطن المصرى لتدخله في الشان الدينى واقحام وجهة نظرة كفتوى يرسخ لها من خلال برنامجه التليفزيونى مما جعل حالة من النفور تسود ضدة ورائ عام شبه اجمع على مقاطعة كتاباته وبرنامجه
لكن من الناحية الادبية والنقدية مسلسل امل فاتن حربي يعالج قضية من اخطر قضايا العصر وهى حقوق المراة وصراعها مع القانون من اجل التحرر والحصول على مكتسابات تؤمن لها حياة اسرية مستقرة وامنه
فحقوق المراه تناولتها السينما المصرية قديما في فيلم اريد حلا للفنانة فاتن حمامة التى كشفت النقاب عن القهر الذى تعيش فيه المراة في مجتمع ذكورى مما اعطى الفرصة سوزان مبارك ان تحاول انصفاها من خلال حزمة قوانين على راسها الخلع لكن كانت غير كافية حتى جاء مسلسل امل فاتن حربي ليؤكد أن السيادة الذكورية الرجالية مازالت موجودة في الواقع منذ رصدتها الكاتبة حُسن شاه منذ نصف قرن تقريباً فى فيلم «أريد حلاً»، وكما رصدها صاحب نوبل، نجيب محفوظ، منذ أربعينيات القرن الماضى فى ثُلاثيته الشهيرة «بين القصرين، وقصر الشوق، والسُكرية» حتى تناولها المسلسل اليوم
ايضا رصد المؤلف اهم ما يحدث فى الواقع من أن القوانين التى تُنظم تِلك العلاقات الأسرية من زواج، وطلاق، ونفقة، وحضانة أطفال، والحق فى المسكن، وإن تحسنت قليلاً، فإنها لا تزال مُجحفة بالنسبة للنساء،
ايضا اظهر الكاتب خلال حلقات المسلسل ان قديما كانت الزوجة تتمنى الخلاص باستسلام دون وجود قوة من العائلة او انصاف من المجتمع كما ظهر ذلك في اريد حلا ولكن اليوم بالتطور الزمنى ، نجد الزوجة فى مسلسل «فاتن أمل حربى»، تُبادر بالبحث عن الخلاص بنفسها. رغم أن قوانين الأحوال الشخصية، لم تتغير كثيراً، ولكن الذى تغير هو المرأة المصرية فى القرن الحادى والعشرين، وهو ما سلّط الضوء عليه الكاتب وأدته بإتقان الفنانة نيللى كريم، التى لم تضعف أو تستسلم لزوج طاغية، أداه باقتدار الفنان شريف سلامة، الذى نجح فى إثارة الغضب والكراهية فى جمهور منَ واظبوا على مشاهدة ذلك المسلسل، والذى نجح فى كشف عوار قوانين والأحوال الشخصية.
وفى النهاية اعتقد ان هذه الراوية وهذ المسلسل كان سيلقى قبولا ومشاهدة عالية لو ان المؤلف فقط ليس ابراهيم عيسي