تركها تؤنب نفسها على صراحتها
ظن أنها سوف تسرع إليه عندما عاد يناديها على استحياء بعد اختفائه من حياتها شهورا طويلة دون أن يذكر لها عذرا أو يترك كلمة وداع، تركها تؤنب نفسها على صراحتها ربما لو كانت اخفت مشاعرها عنه لما تلاعب بعواطفها كما تتلاعب الرياح بأوراق الشجر، ربما ظنها سهلة المنال لان حبها له جعلها يوما تركع ذليلة في محراب عشقه تستجدي منه كلمة حب ترمم تلك الشروخ التي أصابت قلبها الباحث عن الحب سنوات، كان صدى صوته وهو يناديها يزلزل كيانها ودت أن تسرع إليه ترتمي بين ظلاله وتصدق زيف كلامه لكنها وقفت هذه المرة سجينة كرامتها، يعلم أنها سامحته على غيابه مرات ومرات عديدة لعله يشعر بما تشعر به من عاطفة تذيب جبال من الجليد لكنه أبى وتركها لقدر مجهول يمزق ما تبقى منها.
ظلت حائرة بين رغبتها أن تهفو إليه وبين كبريائها الجريح، تخاف أن تقترب فيبتعد من جديد وأن يصبح في حياتها مجرد ذكرى فضلت أن تكتفي بمراقبته في صمت.
لا تعلم ماذا تعني له لكنها تعرف جيدا أنه لها كل شيء.