18:10 | 23 يوليو 2019

الإستغناء وترشيد الاستهلاك لمواجهة الغلاءبقلم محمد علي فؤاد المحامي

8:30pm 01/03/22
محمد علي فؤاد المحامي
محمد علي فؤاد المحامي

الإستغناء وترشيد الاستهلاك لمواجهة الغلاء

بقلم محمد علي فؤاد المحامي

الإستغناء وترشيد الاستهلاك تلك هى الوسائل التى يلجأ اليه الشعب المصري بجميع فئاته لمواجهة ظاهرة إرتفاع الأسعار، فكثيراً ممن يقومون برفع أسعار السلع وأحتكارها لم يتعلموا الدرس جيداً، حتى الآن فالشعب المصري شعب وهبه الله الفطنة والذكاء وقد مرت على مصرنا الحبيبه كثير من الأزمات الإقتصادية الطاحنه على مدار الأعوام الماضية والتى لا تخفى على القاصي والداني لكن بفضل الله و فطنة وذكاء الشعب المصرى أجتذنا تلك الأزمات بفضل الإستغناء وترشيد الإستهلاك وهذا هو الدرس الذي لم يتعلمه حتى الآن الجشعين والمحتكرين الذين يطمحون فى الثراء السريع عن طريق الإحتكار ورفع الأسعار فمحتكروا اليوم لم يتعلموا الدرس من محتكروا الأمس وما لحقهم من خسائر وانا أدعوهم إلى مراجعة تاريخ من سبقوهم من المحتكرين حتى لا يقعوا فيما وقع فيه أسلافهم فعلى مدار الأعوام السابقة عندما تحدث اى أزمه أو يرتفع سعر اى  سلعة  فالشعب المصري بفطرته يقوم بأمرين اما بالإستغناء عن تلك السلعه نهائياً أو بأستخدام البدائل لتلك السلعه أو بترشيد الإستهلاك بشراء كمية أقل من تلك السلعه مما يؤدى إلى فشل خطة المحتكر فى الثراء السريع فبتلك الطريقة سيقل ما يحصل عليه المحتكر من هامش ربح بالإضافة الى مايتكبده من خسائر بزياده مصاريف التخزين وما سيتحمله من خسائر نتيجة تلف بعض السلع التى تتلف بالتخزين كالخضر والفاكهة و التى لا تلقى قبولاً لدى المستهلك بخلاف الطازجه  مما يؤدى فى بعض الأحيان إلى قيام المحتكر ببيعها بسعر بخس فى نهاية المطاف و يفشل طموحه فى الثراء السريع إلى الخسارة العاجله والسقوط فى دوامة الديون

 فصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم  حينما قال روى أحمد والحاكم عن أبي هريرة مرفوعا« مَنْ احْتَكَرَ حُكْرَةً يُرِدْ أَنْ يُغْلِيَ بِهَا عَلَى الْمُسْلِمِينَ فَهُوَ خَاطِئ 

وفي رواية «مَلْعُونٌ وَقَدْ بَرِئَتْ مِنْه ذِمَّةُ اللهِ ورسوله » 

أخرج رزين « يُحْشَرُ الحَاكِرُونَ وَقَتَلَةُ الأَنْفُسِ فِي دَرَجَةٍ، وَمَنْ دَخَلَ فِي شَيء مِنْ سِعْرِ المُسْلِمِينَ يُغْليَهُ عَلَيْهِمْ كَانَ حَقًّا عَلَى الله أَن يُعَذِّبَهُ فِي مُعْظَمِ النَّارِ يَوْمَ القِيَامَةِ » 

وأخرج أحمد عن معقل بن يسار« مَنْ دَخَلَ فِي شَيء مِنْ أَسْعَارِ الْمُسْلِمِينَ لِيُغْلِيَه علَيْهِمْ كَانَ حَقّا عَلَى اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنْ يُقْعِدَهُ بِعَظِيمٍ مِنَ النَّارِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ »

فان كان الدين الإسلامي الحنيف نهى فى اكثر من موضع عن الاحتكار وتوعد المحتكر بالخسران فى الدنيا والآخرة 

وحتى الأخلاق تنهى عن رفع اسعار السلع وأحتكارها فليس من الأخلاق ولا الإنسانية منع الطعام عن أفراد المجتمع برفع سعره فبذلك لاتستطيع الطبقات الكادحه فى المجتمع من القدرة على شراء مايكفيها من السلع فبرفع الأسعار تغل يد تلك الطبقات عن شراء تلك السلع فالإحتكار ورفع الأسعار يتعارض مع الأخلاق والقيم الإنسانية لكونه يؤثر بالسلب على حياة الكادحين والبسطاء 

حتى الإحتكار ليس من الوطنيه فمن يتسبب فى رفع الاسعار على بنى وطنه ويتسبب فى تضييق معاشهم برفع الأسعار عليهم فالوطنيه هى حب الوطن وليس من حب الأوطان أفتعال الأزمات فى الأوطان وتضييق المعيشه على بنى الأوطان فقد  سئل الإمام علي، من أحقر الناس؟ قال: «من ازدهرت أحوالهم يوم جاعت أوطانهم».

ولو قال قائل أن السبب فى الغلاء هو مايحدث من قلاقل على الساحه الدوليه فأرد عليه، أن آثار ذلك لا تحدث بين يوم وليله ولكنها تحدث على المدى البعيد 

ولنا فيما كان يفعلها تجار المسلمين عندما كانوا يذهبون إلى بلاد شرق اسيا العبرة والعظه فكانوا يبيعون السلع بهامش ربح بسيط بالإضافة أنهم كانوا يضعون على السلعه الواحده سعر الامس وسعر اليوم مما ادى إعجاب شعوب تلك البلاد بتلك الأخلاق مما ادى إلى إنتشار الإسلام فى تلك البلاد بفضل اخلاق التجار المسلمين الذين كانوا يذهبون للتجارة فى تلك البلاد 

فأين تجار اليوم من أخلاق تجار الأمس 

وأختم حديثى برساله أوجهها لمن يقومون بافتعال الازمات ورفع الاسعار لا تخسروا دينكم ولا تخسروا أموالكم ولا تخسروا أخلاقكم ولا تخسروا وطنيتكم. 

« مَنْ احْتَكَرَ حُكْرَةً يُرِدْ أَنْ يُغْلِيَ بِهَا عَلَى الْمُسْلِمِينَ فَهُوَ خَاطِئ »

تابعنا على فيسبوك

. .
izmit escort batum escort
bodrum escort
paykasa bozum
gazianteplie.com izmir escort
18 film izle erotik film izle
deutsch porn