ظاهرة السحر والسحرة

ظاهرة السحر والسحرة التي فشا أمرها، واستفحل عند عامة الناس وخاصتهم خطرها، واستغلها الدجالون والكذابون؛  لإثارة العداوات بين الناس، والاستيلاء على أموالهم، وانتهاك حرماتهم٠
   وقبل الكتابة عن هذه الظاهرة أود توضيح الأمور الآتية:
     أولا- اعلم أخي المسلم وأختي المسلمة أنه لا يستطيع أحد كائنا من كان  أن يجلب لك خيرا، أو يدفع عنك شرا غير مكتوب لك أو  مقدرعليك من الله تعالى، فقد رفعت الصحف، وجفت الأقلام٠
     ثانيا- اعلم أن السحر حقيقة قرآنية لا تنكر،  والساحر لا يستطيع أن يضرك إلا بإذن الله؛ إذ لا يقع شيء في ملك الله إلا بإذنه" وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله" أي: بإرادة الله٠
     ثالثا- أن الله استأثر بعلم الغيب، فلا يطلع عليه أحدا إلا  من  ارتضى من مَلك أو نبي، و الساحر ليس نبيا ولا ملكا٠
     رابعا-  أن لكل إنسان قرينا من الشياطين بنص الحديث، فقد يخبر قرين المسحور قرين الساحر ببعض الأمور التي تخص المسحور، وهذا ليس من علم الغيب في شيء٠
  جيء يوما بساحر إلى الحجاج يدعي علم الغيب،فحبسه الحجاج، ودخل عليه بحصوات معدودة لاختباره، فقال للساحر: كم حصاة في يدي؟ فقال الساحر: عشر حصوات، وكانت كذلك، فذهب الحجاج، فقبض قبضة من الحصا دون عد، فقال للساحر: كم حصاة في يدي؟ فقال: لا أدري، فقال الحجاج: كيف عرفت الأولى، ولم تعرف الثانية؟ قال: الأولى عرفتها أنت فعرفها قرينك فأخبر قريني فأخبرني فأخبرتك، وأما الثانية فلم تعرف أنت عددها، ومن ثم لم يعرفه قرينك، فلم يخبر قريني بشيء، فتوقفت عن ذلك٠