لأول مرة إنفراد خاص "للخبر الفورى " حوار مع سفير مصر بالمغرب ورؤيتة حول عدد من القضايا
العلاقات المصرية المغربية قديمة، ولها تشابكات كثيرة، ربما المشكلات السياسية والإقتصادية التي مرت بها المنطقة العربية في السنوات الـ10 الماضية أثرت بشدة على هذا التعاون برغم أن الجانب الثقافي يشكل جزءآ رئيسياً في العلاقات المصرية المغربية.
هناك العديد من المشاكل تواجهها القارة الإفريقية أولها مسألة التنمية الإقتصادية وتنمية القارة،
لذا كان على الخبر الفورى أن يجرى حوارآ مع السفير أشرف إبراهيم سفير مصر بالمملكة المغربية لتوضيح أبرز و أهم القضايا بين البلدين مصر والمغرب .......
الخبر الفورى .....كيف ترى العلاقات المصرية المغربية في الوقت الحالي، بصفتك سفير مصر في الرباط؟
العلاقات المصرية المغربية بصفة عامة تاريخية ولها جذور طويلة، وبدأت منذ توجه المغاربة للحج مرورا بمصر، وهناك عائلات مغربية كثيرة أستقرت في مصر في طريق الذهاب أو في طريق العودة. والعلاقات تعود أيضا إلى وجود بعثات مغربية تذهب إلى مصر للتعلم في الأزهر، أضف إليها بعثات أقطاب الصوفيين في المغرب، ومنهم القطب الصوفي أبوالحسن الشاذلي وغيره كثيرون. كما أن مصر كان لها دور في دعم حركة الإستقلال المغربية في عهد الملك محمد الخامس، وكان للحركة مكتب في حي الزمالك بالقاهرة ثم أصبح حاليا مقر سفارة المغرب.وبشكل عام، العلاقات المصرية المغربية قديمة ولها تشابكات كثيرة، وهذا ما خلق نوعا من الخصوصية في العلاقة بين الشعبين المصري والمغربي،
الخبر الفورى ....ماطبيعة العلاقات على المستوى الرسمي بين البلدين ؟
أجاب السفير أشرف إبراهيم قائلآ إن العلاقات بين البلدين مثل أي دولتين، أحياناً بها صعود وهبوط، لكن حالياً هناك تواصل مستمر في جميع المجالات، وتنسيق تام على جميع المستويات السياسية والأمنية والاقتصادية.
وفى سؤال" للخبر الفورى " كيف تقيمون العلاقات المغربية المصرية؟
أجاب .العلاقات المصرية المغربية مستواها جيد جدا، وأستطيع أن أقول أنه ممتاز، فهي علاقات قديمة تاريخية، بغض النظر حتى عن العلاقات السياسية فهي علاقات بين شعبين، ممتدة على مدى قرون من خلال تقارب وتزاوج وفكر صوفي يجمع بين البلدين.بالتالي أستطيع أن أقول أنها علاقات ممتازة على كافة المستويات، فعلى المستوى السياسي هناك تنسيق بين البلدين في كافة الملفات والقضايا العربية،
"الخبر الفورى" معالى السفير هل هناك تنسيق على المستوى الإفريقي؟
أجاب نعم هناك تنسيق دائم خاصة بعد عودة المغرب لمكانه الطبيعي لعمقه في الإتحاد الافريقي، وهناك قضايا على المستوى الإفريقي تهم البلدين ومن مصالح الطرفين التنسيق بينها.
الخبر الفورى ...ماهي مجالات التشاور بين البلدين؟
مجالات التشاور الملفات الرئيسية، مثل القضايا العربية، اليمن، ليبيا، سوريا لأنها قضايا تهمنا جميعا، واستقرار هذه الدول يشكل ضمانة لاستقرار المنطقة العربية كلها. وبالتأكيد أحد المواضيع الرئيسة المسألة الفلسطينية، فمصر بحكم موقعها وجوارها الجغرافي لها دور كبير في هذه المسألة في التقريب بين الفصائل الفلسطينية، والمغرب كذلك له دور كبير بحكم رئاسة جلالة الملك للجنة القدس، فبالتأكيد سيكون هناك تنسيق بين البلدين في هذا المجال.وعلى المستوى الإفريقي هناك تشاور بين البلدين بشأن القضايا الإفريقية، هناك العديد من المشاكل تواجهها القارة الإفريقية أولها مسألة التنمية الاقتصادية وتنمية القارة، ومشاكل أخرى كمشاكل الإرهاب وخاصة في منطقة الساحل، القريبة من المغرب ومصر، وبالتأكيد أن محاربة الإرهاب في هذه المنطقة من مصلحة البلدين.
الخبر الفورى ....هل هناك تنسيق على المستوى لتحديات الهجرة غير الشرعية، والإرهاب ومكافحة التطرف؟
بالتأكيد، فهذه مسائل رئيسية، فالهجرة غير الشرعية مسألة موجودة بقوة على الساحة، ومصر والمغرب وتونس وليبيا يواجهون هذا الملف لأن هذه الدول تمثل معبرا للهجرة غير الشرعية، بحكم وجودها على الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط، وبالتالي هناك تنسيق في هذه المسألة وفي المواقف أيضا من بعض الأطروحات والاقتراحات التي تطرحها بعض دول الاتحاد الأروبي، كمسألة إقامة ملاذات على الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط.
وأيضا مسألة مكافحة للإرهاب هي مسألة خطيرة جدا نواجهها من سنين، وفي تصاعد في الفترة الأخيرة، والتنسيق في هذا المجال هام جدا، لأن الإرهاب اليوم عابر للقارات وللدول والحدود، ووجود تنظيم كـ”داعش” الذي ظهر بقوة في السنوات الأخيرة هو تهديد حقيقي لهذه الدول واستقرارها، وتواجد داعش وغيرها في منطقة الساحل يمثل أيضا تهديدا شديدا ، لذلك التنسيق والتعاون في هذا المجال هام جدا لتحقيق استقرار دولنا ومواجهة الموجة الإرهابية التي تتعرض لها المنطقة كلها.
الخبر الفورى.... هل حجم التعاون الإقتصادي بين مصر والمغرب وصل إلى المستوى المأمول؟
بالتأكيد ليس على المستوى المأمول، عملت في ملف العلاقات الاقتصادية والتجارية مع دول المغرب العربي منذ أكثر من 20 سنة، ووقت أن كان هناك تفاوض على أتفاق المشاركة المصرية الأوروبية، التى كان أحد الأهداف الرئيسية لهذا الإتفاق هو تعميق العلاقة التجارية والإقتصادية والصناعية مع دول المغرب العربي وبعض دول الشرق الأوسط، وكان أملنا كبير في أن يتم ذلك، وبعد 20 سنة لم نصل للمستوى المطلوب، ربما المشكلات السياسية والاقتصادية التي مرت بها المنطقة العربية في السنوات الـ10 الماضية أثرت بشدة على هذا التعاون.لدينا إتفاقية أغادير، المعنية بالتكامل الصناعي بين الدول ولم تتم الإستفادة بها بشكل كامل، ولدينا أتفاقية التجارة العربية الحرة الكبرى ولم تتم الإستفادة منها بشكل كامل، وحاليا هناك تواصل منذ سنوات للإستفادة من كل المزايا المتاحة في كل الاتفاقيات، وحجم التجارة في تزايد لأن هناك طلبآ من الجانبين، سواء السلع المصرية في المغرب أو السلع المغربية في مصر، ونواجه أحياناً ببعض المشكلات على الجانبين ونسعى لحلها بالتشاور وننجح دائمًا فى التوصل الى حلول تحقق مصالح البلدين.
"الخبر الفورى "....هل هناك مصالح إقتصادية وتجارية يتم تطويرها ؟
هناك مصالح إقتصادية وتجارية بين البلدين نسعى لتطويرها، خاصة أن مصر والمغرب لهما نفس الظروف المتشابهة في مستوى النمو والتصنيع، وبالتالي نسعى لحدوث نوع من التكامل وزيادة التبادل التجاري والاستثمارات من الجانبين، وهناك استثمارات مصرية في المغرب والعكس أيضا، وآخر هذه الاستثمارات صفقة استحواذ "التجاري وفا بنك" على "بنك باركليز" في مصر، وقدرت بنحو 500 مليون دولار، وهذا مبلغ ليس قليلا على مستوى الاستثمار، ووجود "التجاري وفا بنك" في مصر أعتقد أنه مفيد جدا، خاصة أن له فروعا كثيرة في أفريقيا، ووجود البنك سيساعد رجال الأعمال المصريين على إبرام صفقات في الدول الأفريقية.
الخبر الفورى ...تربط مصر بالمغرب العديد من الإتفاقيات، كيف ترون التبادل التجاري بين البلدين؟
الإطار القانوني الذي يجمع البلدين واسع، وتربطهما اتفاقيات عديدة في مجالات متنوعة، منها اتفاقيات تعود إلى أكثر من قرن. في وجهة نظري هذا الإطار يحتاج لتحديث، لأن اللجنة العليا بين البلدين انعقدت آخر مرة سنة 2006، أي منذ 12 سنة عرفت تطورات كبيرة على جميع المستويات. إذن نحن بحاجة لتحديث هذا الإطار، وهو ما نعمل عليها إعدادآ لعقد اللجنة العليا بين البلدين.
وفي ما يتعلق بالتبادل التجاري فهو في نمو منذ عدة سنوات، وشهدت السنوات الاخيرة طفرة في حجم التبادل التجاري، حيث بلغ ما يقارب المليار دولار العام الماضى . وفي تقديري هناك إمكانيات كبيرة لزيادة التبادل التجاري أكثر من هذا، لنصل إلى 2 أو 3 مليارات دولار اذا توصلنا إلى تفاهمات في العديد من الموضوعات الإدارية، فمن الطبيعي أن تكون هناك بعض المشاكل الفنية في الموضوعات التجارية التي قد تعوق انسيابها. لكن على العموم هناك زيادة أعتقد أن هناك طلب من السوق المغربي على السلع المصرية، والعكس صحيح.
الخبر الفورى ...هل العلاقات الثقافية تسهم في توطيد العلاقات المصرية المغربية؟
في تقديري أن الجانب الثقافي يشكل جزءا رئيسيا في العلاقات المصرية المغربية؛ فالثقافة المصرية شكلت جزءا من الثقافة المغربية والعربية بصفة عامة، سواء عن طريق الكتاب أو الأفلام أو المسلسلات أو الأغاني، وبالتالي هي جزء مهم جدا، ولابد أن نستفيد مما نسميه "القوة الناعمة" لتعميق العلاقة والتواصل مع الشعوب، وربما مع ظهور الفضائيات بدأنا نفقد -بعض الشيء- جزءا من هذه القوة الناعمة، خاصة في ظل المشكلات التي شهدتها المنطقة في الفترة الأخيرة.
هناك جهود من جانب الحكومة المصرية والفاعلين في هذا المجال لتوطيد العلاقات الثقافية بين البلدين، وأحرص على التركيز على هذا الجانب، فالجانب الثقافي يصل من القلب للقلب وبشكل مباشر بينما السياسة جامدة، وأحاول أن يكون هناك وجود مصري في مختلف التظاهرات الثقافية في المغرب، كما أحرص على حضور مثل هذه الفعاليات قدر ما أستطيع. وهناك حركة ذهاب وإياب شديدة بين البلدين، فالمغرب يشارك في كل التظاهرات الثقافية التي تعقد في مصر، والعكس صحيح، والمشاركة فعّالة من الجانبين.
الخبر الفورى... ما أحلامك بالنسبة للعلاقات المصرية المغربية؟
ما أتمناه أن تكون العلاقات المصرية المغربية دائما في أحسن حال، وأن يكون هناك تنسيق على جميع المستويات، وأن نصل لمرحلة تكون فيها المواقف واحدة، والمواقف حاليا متقاربة جدا، وأحد الأشياء التي لم تنفذ حتى الآن وأتمنى تنفيذها تتعلق برفع التأشيرات بين البلدين، إضافة إلى تسهيل حركة التجارة.
الخبر الفورى ...بكم تقدرون أعضاء الجالية المغربية في مصر؟ وما هي المجالات التي ينشطون فيها؟
ليس لدي حصر بعدد الجالية المغربية في مصر، لكن أنا أعرف أن هناك جالية مغربية كبيرة في مصر، خصوصا في القاهرة، وفاعلة سواء من رجال أعمال أو غيرهم. وبالنسبة الجالية المصرية في المغرب نتحدث عن وجود 1500 شخص يتواجدون في أنحاء المغرب، أغلبهم في الرباط والدار البيضاء ومراكش.
الخبر الفور ى...ما هي الإجراءات التي تتخذونها لتشجيع سياحة المغاربة في مصر؟
كما سبق وأشرت إلى ذلك، بالنسبة للتأشيرة هناك تسهيلات للمجموعات السياحية، ولا نطلب أي شروط، ومصر ترحب بإخواننا المغاربة لزيارة مصر والسياحة، وأعتقد أن أعداد السياح في تزايد، وهذا يدل على أنه ليس هناك أي تشديد في الإجراءات.
الخبر الفورى ...ما هي توقعاتكم لمستقبل العلاقة بين مصر والمغرب؟
ما يربط الشعبين المصري والمغربي روابط تاريخية لا أعتقد أن أي شيء يمكن أن يؤثر عليها، وتوقعاتي أن هذه العلاقات ستظل متينة، ودائما نعمل على تقويتها لأن الشعبين بينهما ترابط وعلاقات ليس هناك شيء يمكن أن يؤثر فيها، ولو أنه في أي علاقات يكون هناك في بعض الأحيان توترات، إنما العلاقة أثبت أنه على مدى التاريخ ومهما كانت العلاقات السياسية، أن العلاقات بين الشعبين متينة، وبالتالي أي توتر يزول.
وفى نهاية الحوار نتقدم كموقع وجريدة الخبر الفورى لمعاليكم السفير أشرف إبراهيم بالشكر وأتمنى ان تكون ضيفآ دائما معا لتطلعنا على آخر المستجدات فى العلاقات المصرية المغربية