الحلف بغير الله

◉ اختبر الله تعالى الملائكة ومعهم إبليس، فأمرهم بالسجود لآدم -عليه السلام-، فأطاع الملائكة، وعصى إبليس، وبالغ في المعصية فطلب من الله أن ينظره إلى يوم القيامة ليعمل على إغواء بني آدم، ثم أقسم على ذلك

[ قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ] ص/ ٨٢

الشيطان لما أراد أن يحلف أقسم (بعزة الله).

◉ الحلف.. فيه تعظيم للمحلوف به، والعظمة إنَّما هي لله وحْدَه، فلا يُحْلفُ إلَّا بالله، ويكون ذلك عن طريق ثلاث صيغ :

١ _ لفظ (الله).
٢_ أسمائه (الرحمن، العزيز، الجبار ... وهكذا).
٣ _ صفاته (رب الكعبة، خالق الخلق ... وهكذا).

ما حكم (الحلف بغير الله) ؟

◉ الحلف بغير الله يدخل تحت باب الشرك الأصغر، إلا إذا قصد الحالف بحلفه تعظيم المحلوف به فإنه يصير بذلك شركاً أكبر.

◉ سمعَ ابنُ عمرَ رجلًا يحلفُ "لا والكعبةِ" فقالَ لَه ابنُ عمرَ إنِّي سمعتُ رسولَ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- يقولُ:

[من حلفَ بغيرِ اللَّهِ فقد أشرَك].

- الراوي: سعد بن عبيدة.
- المصدر: سنن أبي داود، رقم (3251).
- ‏الدرجة: صحيح.

من زلَّ لسانه وحلف بغير الله، ماذا يصنع؟

◉ عليه أن يقول: "لا إله إلا الله"، وذلك لقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-:

[ مَن حَلَفَ فقالَ في حَلِفِهِ: واللَّاتِ والعُزَّى، فَلْيَقُلْ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، ومَن قالَ لِصاحِبِهِ: تَعالَ أُقامِرْكَ، فَلْيَتَصَدَّقْ ].

- الراوي: أبو هريرة.
- المصدر : صحيح البخاري، رقم (4860).
- ‏الدرجة: صحيح.

◉ كان أهل الجاهلية قد جرى على ألسنتهم الحلف باللات والعزى، فلما أسلموا ربما جروا على عادتهم من ذلك من غير قصد، فأمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- من عرض له ذلك بتجديد ما أنساهم الشيطان بأن يقولوا: "لا إله إلا الله"، فهو كفارة لهم، إذ ذلك براءة من اللات والعزى، ومن كل ما يُعظم من دون الله.

لماذا يقسم الله بالنجم والشمس وغيرها من المخلوقات؟

◉ قال الإمام ابن تيمية:

"الله يُقْسِم بما يقسم به من مخلوقاته لأنها آياته، فهي دليل على ربوبيته وألوهيته، وعلمه وقدرته، ومشيئته ورحمته، وحكمته وعظمته وعزته، فهو سبحانه يقسم بها لأن إقسامه بها تعظيم له سبحانه، وأما نحن المخلوقون ليس لنا أن نقسم بها".

ختاماً..

عَلَّمَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أُمَّتَه أمورَ التَّوحيد، وبيَّن لهم صَغيرَ الشِّركِ وكبيره ليجتنِبوه، وسد كل باب يوصل إلى نقصه أو نقضه، ومن ذلك نهيه صلى الله عليه وسلم عن الحلف بغير الله.

- فعندما تريد أن تحلف فى المرة القادمة تذكر أن الشيطان عندما حلف أقسم (بعزة الله)، وأنك إن حلفت بغير الله فأنت إما تكون فى (شرك أصغر) أو (شرك أكبر) وكلا الأمرين فيه هلاك لك.