واجبنا تجاه نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم 1
اضطربت المواقف - كما هي العادة - إزاء حادثة قتل مدرس التاريخ الذي استثار طلابه واستفزهم بعرض الرسوم المسيئة للنبي "صلى الله عليه وسلم " ، فجاء رد فعل أحد طلابه " هو ضربه حتى أرداه قتيلا "..
وقبل البدء في البيان ..
قد يتهمنا البعض بالخضوع لنظرية المؤامرة ، وهذا غير صحيح ..ببساطة لأن سياق المواقف الفرنسية الرسمية وغير الرسمية أتت بما لا تشتهي السفن ، بما يؤكد أن هذا الأمر وغيره ليس عفويا ، بل هو - والله أعلم - تم ترتيبه وتنسيقه بشكل استخبراتي لتحقيق العديد من الأهداف ..
منها :
١- تغطية فشل الأنظمة في كثير من الملفات "كما صرح بذلك
عالم الاجتماع الفرنسي فنسون جيسير " .
٢- مغازلة اليمين المتطرف الكاره للإسلام وأهله ..
وللأسف فإن مرجئة هذا الزمان ، وبعض دعاة الانبطاح
تناسوا :
- تصريحات ماكرون عندما استفز مشاعر المسلمين المكلومين ممن أهين نبيهم بدعوى "حرية التعبير "..
- تناسوا الاتهامات الرسمية للإسلام بأنه مصدر الشر والأزمات ..
- تناسوا أن شعارات العلمانية الفرنسية التي تنادي باحترام الأديان ، وحرية المعتقدات ، شعارات مراوغة و زائفة ..
- تناسوا أن التعميم خطأ ، وأن رمي أتباع دين بالتطرف والتخلف أمر سيتولد عنه الكثير من ردود الأفعال ..
- تناسوا ما يتعرض له المسلمون في العالم من حرب وتهجير وتدمير ..
تناسوا ما تتعرض له الضحية ، وبرروا للجلاد فعله بكل انهزامية .
تعاموا عن المنطق ، وأن لكل فعل رد فعل ..
وليس ذلك فحسب ..
بل إن أتباع ماكرون اللادينيين في بلادنا العربية حاولوا توظيف الموقف لتحقيق العديد من الأهداف ..
- فقاموا باسترضاء أسيادهم في فرنسا ..
- واستغلال الحدث لتبشيع صورة المسلمين ..
- ثم النفاذ إلى ثوابت الإسلام لضربها ،والتشكيك فيها ، وعمل بلبلة فكرية لدى بعض أبناء الأمة المخدوعين فيهم باسم "التنوير "
فعلى سبيل المثال :
قام إسلام بحيري بالتعليق على الحدث ، مستخدما العديد من المغالطات ، ومحرفا للنصوص عن مواضعها ..
فأتى بآيات مكية نزلت في سياق زمني بعينه ، وكانت تأمر المسلمين آنذاك بالالتزام بالصبر والتحمل ، وعدم رد اعتداء الكفار ، وعدم استخدام السيف ولو للدفاع عن النفس ، لأن الأمر كان المفاسد كانت متحققة متيقنة راجحة ، وعليه كان درء المفاسد مقدما على جلب المصالح ..
وأهمل البحيري عامدا القرآن المدني ، والذي فيه تفاصيل الأحكام ، ومنها مشروعية رد الاعتداء ، ووجوب الدفاع عن النفس ، واستخدام السيف والقتال ضد المناوئين والمعتدين والمحاربين للإسلام وأهله
وقام المدعو إسلام بحيري باستعمال مغالطة "رجل القش " فأتى بآيات من القرآن المكي ليبطل به كل الأحكام الشرعية المستقرة في ديننا ، مستغلا أن القارئ غير المطلع لا يعرف الفارق بين القرآن المكي ، والقرآن المدني ،
ولا يدرك الفارق بين المراحل المختلفة للدعوة الاسلامية ك (مرحلةالاستضعاف في مكة، ومرحلة التمكين في المدينة )
وكل ما أراد الإسلام البحيري تقريره هو "إبطال روح المقاومة الإسلامية ، وإشاعة الهزيمة النفسية في الناس ، وشرعنة ما يقوم به علمانيوا فرنسا "
فما موقفنا نحن المسلمين من كل هذا النوع من الاستفزاز الذي يتعرض له مسلموا فرنسا وغيرها ؟
يتبع ...