البرنامج النووي الايراني و أبرز المفاعلات النووية الايرانية

بدأ الطموح النووي الإيراني في منتصف خمسينيات القرن العشرين بدعم كامل من الولايات المتحدة الأمريكية خلال فترة حكم الشاه الإيراني، حيث قدّمت واشنطن التمويل الكامل لأول مفاعل نووي في إيران. ومع اندلاع الثورة الإيرانية، توقف البرنامج النووي بأمر من المرشد الأعلى آية الله الخميني. لاحقًا، تم استئناف العمل على تطوير البرنامج رغم المعارضة الدولية والعقوبات الصارمة والحصار الاقتصادي الذي فُرض للضغط على إيران للتخلي عن طموحها النووي.
بدأت إيران برنامجها النووي بإنشاء مفاعل بوشهر، الذي يقع على بُعد 17 كيلومترًا جنوب شرق مدينة بوشهر. يُعتبر هذا المشروع أول محطة للطاقة النووية في إيران، وبدأ بناؤه في عهد الشاه بدعم مالي وتخطيط أمريكيين واكتمل على يد الروس. ودخل المفاعل الخدمة عام 2011 لإنتاج الطاقة الكهربائية بقدرة تصل إلى 1000 ميجاواط، مع خطط لزيادة قدرته إلى 7000 ميجاواط بحلول عام 2020. يُعد هذا المفاعل مخصصًا لإنتاج الماء الثقيل، الذي يمكن استخدامه لاستخراج البلوتونيوم المخصب لأغراض نووية عسكرية.
من بين أبرز محطات البرنامج النووي الإيراني تبرز محطة فوردو لتخصيب اليورانيوم، التي تقع جنوب طهران بالقرب من مدينة قم المقدسة. تم بناء المحطة على عمق 90 مترًا تحت جبل صخري صلب، وهي مصممة لتخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60% لاستخدامه كوقود في مفاعل للأبحاث الطبية ينتج نظائر مشعة تُستخدم لعلاج أمراض السرطان. اعترفت إيران بوجود هذه المحطة في سبتمبر 2009، وعلّقت نشاطها في يناير 2014 بموجب الاتفاق النووي مع القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة ودول أوروبا. وفي أغسطس 2016، أعلنت إيران نشر منظومة "إس-300" الروسية حول المحطة لحمايتها. وقد أثيرت شائعات تفيد بأن الغرض من إنشاء المحطة هو تصنيع أسلحة نووية، بل وتذهب بعض التقارير إلى أن إيران قد تكون بالفعل امتلكت مثل هذا السلاح.
