18:10 | 23 يوليو 2019

بين قسوة الإخوة وعدل السماء: تأملات في مسار نبي

1:46pm 20/05/25
صورة أرشيفية
ميرفت رضوان

في أعماق الزمن، وتحديدًا في أرض كنعان، تبدأ واحدة من أعظم القصص التي وردت في القرآن الكريم، والتي أفردت لها سورة كاملة حملت اسم بطلها: يوسف عليه السلام. قصةٌ حقيقية جمعت بين العاطفة والابتلاء، الظلم والعدالة، المؤامرة والغفران، وانتهت بانتصار الحق على كل ما عداه.
الطفولة والنشأة:
وُلد يوسف في بيت النبوة، فهو ابن يعقوب عليه السلام، وكان يتمتع بمكانة خاصة في قلب والده. وذات ليلة، رأى يوسف رؤيا عظيمة قال فيها:
"يا أبتِ إني رأيت أحد عشر كوكبًا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين".
أدرك والده أن هذه الرؤيا تحمل نبوءة عظيمة، وطلب منه كتمانها عن إخوته خوفًا من الحسد والغيرة.
المؤامرة والسقوط في الجب:
لكن الغيرة كانت قد بدأت تنمو في قلوب إخوته الذين ضاقوا بمكانته لدى أبيهم، فتآمروا عليه وقرروا التخلص منه. أخذوه في رحلة، وهناك ألقوه في جب مظلم، وذهبوا إلى أبيهم بقميصه الملطخ بالدم، مدعين أن الذئب أكله.
مرّت قافلة تجارية من هناك، فألقوا دلوًا ليتفاجؤوا بوجود صبي في البئر. باعوه كعبد في سوق مصر بثمن بخس، لتبدأ مرحلة جديدة من محن يوسف.
في بيت العزيز: الفتنة والسجن:
اشترى عزيز مصر يوسف وطلب من زوجته أن تكرمه، ومرت السنوات حتى بلغ يوسف مبلغ الرجال. كان جميل الخَلق والخُلق، ما جعل امرأة العزيز تراوده عن نفسه، لكنه أبى، واختار طريق العفة والطهارة. عندما انكشفت القصة، وُضع يوسف في السجن ظلمًا، رغم براءته.
في السجن: تأويل الرؤى وبداية الصعود:
لم يترك يوسف الإحسان حتى وهو في السجن، فقد بدأ بتأويل رؤى السجناء، واشتهر بقدرته على الفهم والتفسير. وعندما رأى ملك مصر رؤيا عجز الجميع عن تفسيرها، تذكر أحد السجناء يوسف، فاستدعوه، وفسّر الرؤيا بدقة: سيأتي على مصر سبع سنوات من الخير، تليها سبع شداد.
أعجب الملك بحكمته، فأخرجه من السجن وطلب أن يتولّى مسؤولية خزائن الأرض، فأصبح يوسف وزيرًا للاقتصاد والإمدادات في مصر.
اللقاء مع الإخوة وتحقيق الرؤيا:
عندما ضرب القحط أرض كنعان، جاء إخوته إلى مصر يطلبون الطعام، دون أن يدركوا أنهم أمام أخيهم الذي ألقوه في الجب. تعامل يوسف معهم بحكمة، حتى جمعهم وأبويه لاحقًا، وقال لهم:
"أنا يوسف وهذا أخي، قد منّ الله علينا".
وسجد له أبواه وإخوته، فتحققت رؤياه الأولى التي رآها في طفولته. لم يكن قلب يوسف يحمل حقدًا، بل قال في مشهد من أسمى مشاهد الغفران:
"لا تثريب عليكم اليوم، يغفر الله لكم
قصة يوسف عليه السلام ليست مجرد سرد تاريخي، بل هي ملحمة إنسانية عن الصبر في المحن، والعفة أمام الفتنة، والإيمان في لحظات الظلم، والصفح عند التمكين. هي دعوة لكل إنسان ليثق في عدالة الله، ويوقن بأن الفرج آتٍ مهما طال الليل.
قال تعالى:
"إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين" — يوسف: 90
 

تابعنا على فيسبوك

. .
izmit escort batum escort
bodrum escort
paykasa bozum
gazianteplie.com izmir escort
18 film izle erotik film izle
deutsch porn