18:10 | 23 يوليو 2019

صوَر مزيفة.. وأقنعة تذوب عند الحقيقة

11:06am 14/05/25
صورة أرشيفية
أحمد الشبيتي

نعيش اليوم في زمنٍ تكسّرت فيه القيم، وتبدّلت فيه النوايا، وتلونت فيه الوجوه، حتى صرنا لا نكاد نميز الحق من الباطل، ولا الصادق من المنافق. كم من أناسٍ صنعوا الخير، ثم باعوه على أرصفة الشهرة، وكم من قضايا تبنّاها البعض لا لوجه الله، بل لوجه الكاميرا والمجالس والبرامج!
صرنا نرى الكذب سبيلاً، والنفاق سلّماً، والتشهير وسيلة لفرض الحضور. تُسرق الأعمال، ويُسرق الجهد، وتُنسب لأصحاب النفوذ أو من "يُجيدون التمثيل" على الشاشات، بينما أصحاب القلوب البيضاء يذوبون في الظل بصمت. أصبحنا نعيش في زمنٍ يُزوّر فيه التاريخ، وتُلفّق فيه الحقائق، ويُباع الضمير كما تُباع السلع الرخيصة.
أين الأخلاق؟ أين الدين؟ أين الحياء من الله؟!
نتحدث عن الخير في المجالس، ونُكثر من العزومات والمناسبات والتصوير، لكن متى كان الخير يحتاج لعدسة؟ متى صار التبرع أو زيارة مريض أو إصلاح ذات البين، إعلاناً مدفوعاً يبحث عن "لايك" أو متابعين؟
أليس من العار أن نُري الناس صورة غير حقيقتنا؟! أليس من العجب أن ينقلب المعروف تجارة، والعبادة شهرة، والإخلاص سلعة موسمية؟! أين نحن من قوله تعالى: "إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكوراً"؟
ما نعيشه اليوم هو فتنة، فتنة المال، فتنة الكرسي، فتنة الشهرة... وكلها زائلة، فهل نُفيق قبل أن يُقال عنا: "كانوا هنا ثم رحلوا، ولم يتركوا إلا صورًا وكلمات فارغة"؟
علينا أن نُعيد ترتيب أولوياتنا، أن نُعيد للخير هيبته، وللعمل الصالح سره، أن نغرس شجرة لا تُثمر لنا اليوم، بل تظلّل غيرنا غدًا. الدنيا فانية، ولا يبقى إلا العمل الصادق، ولا تُكتب عند الله إلا النية الخالصة.
فلنُخلص النية، ولنعمل بصمت، ولنعُد إلى كتاب الله وسنة رسوله، ففيهما النور والهداية، والعبرة والبصيرة. ولنجعل من كل يومٍ نعيشه فرصة لبناء أثر لا يُمحى، وذكرى لا تُنسى.
افيقوا يرحمكم الله.. فالتراب بانتظارنا، والعمل الصالح هو الزاد.
 

تابعنا على فيسبوك

. .
izmit escort batum escort
bodrum escort
paykasa bozum
gazianteplie.com izmir escort
18 film izle erotik film izle
deutsch porn