18:10 | 23 يوليو 2019

أين نحن من الشهامة والمروءة والدين؟

2:44pm 07/05/25
صورة أرشيفية
أحمد الشبيتي

في زمنٍ مضى، كانت الشهامة عنوان الرجال، وكانت المروءة خُلقًا يُفاخر به الناس، وكان الدين سلوكًا لا يُفارق المسلم في يقظته ومنامه، في حزنه وفرحه، في رخائه وشدته. اليوم، نقف حيارى أمام سؤال موجع: أين ذهبت هذه القيم؟

نتسابق في حضور الأفراح، نأتي ولو لم تُوجَّه إلينا دعوة، ولكننا نغيب — أو نتغافل — عن الوقوف في الشدائد، في المرض، في الحوادث، في لحظات الضيق التي تُظهر معادن البشر. نسمع أن فلانًا أُصيب، أو أجرى عملية، أو فَقَد عزيزًا، فنكتفي بكلمة على الهاتف، أو ربما نمرر الخبر مرور الكرام، وكأن الأمر لا يعنينا. أين الشهامة؟ أين الفزعة؟ أين المساعدة؟

نبتعد عن الأقربين، ننسى صلة الرحم، ونتجاهل الجار، ونتهرّب من سؤال الملهوف، خشية أن يُكلّفنا شيئًا من المال، أو بعض الوقت، أو قليلًا من الجهد. بل الأدهى أن البعض يخشى أن يساعد أخاه أو عمه أو حتى أمه أو أباه، بحجة أنه قد يُطالب بالمزيد! أين الرجولة إذًا؟ أين النخوة؟ أين الهمة التي كانت يومًا تاج الرجال ووسام الشرفاء؟

لقد علمنا الإسلام أن "الدين المعاملة"، وأن خير الناس أنفعهم للناس، وأن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت قائمة على السؤال، والزيارة، والمساعدة، والوقوف مع الناس في السراء والضراء. وصحابته الكرام — رضوان الله عليهم — كانوا يتسابقون إلى المعروف، يبذلون أرواحهم وأموالهم دون منٍّ أو أذى، لأنهم تعلموا من نبيهم أن الشهامة ليست شعارًا، بل سلوكًا حيًّا يُمارَس.

فماذا حدث لنا؟ هل ضاعت القيم؟ هل تغيرت النفوس؟ هل استبدلنا النخوة بالمصالح، والرجولة بالأنانية، والدين بالمظاهر؟

يا من كُتِب في بطاقتك "ذكر"، تذكّر أن الذكر لا يكون ببطاقة، بل بالمواقف والوقوف والشهامة. اسأل عن قريبك، اطمئن على جارك، افتح قلبك قبل جيبك، والله إنك حين تساعد، إنما تساعد نفسك، تزرع في أبنائك خلقًا، وترفع قدرك عند الله.

علموا أولادكم الخير، والسؤال، والقرب من الناس. لا تجعلوهم يعيشون في زمن القطيعة والجمود، بل في زمن الرجولة والأصالة. علموهم أن الحياة لا تُقاس بالمظاهر، بل بالقلوب العامرة بالإيمان، والوجوه الساعية للخير.
وفي الختام، استقيموا يرحمكم الله.
 

تابعنا على فيسبوك

. .
izmit escort batum escort
bodrum escort
paykasa bozum
gazianteplie.com izmir escort
18 film izle erotik film izle
deutsch porn