سعد زغلول... زعيم الأمة وصوت الشعب

في تاريخ مصر الحديث، تبقى سيرة سعد زغلول محفورة في وجدان الوطن كرمز للكرامة والحرية الوطنية. هو رجل القانون والخطيب المفوه، والسياسي الذي استطاع أن يحوّل آهات الجماهير إلى ثورة عظيمة هزّت عرش الاحتلال البريطاني.
ولد سعد زغلول عام 1859 في قرية "إبيانة" بمحافظة كفر الشيخ، وتلقى تعليمه في الأزهر الشريف، قبل أن يتدرج في سلك القضاء. لكنه سرعان ما ترك الوظيفة الرسمية ليتفرغ للعمل السياسي، حيث آمن بأن مصر تستحق الاستقلال والحرية.
أصبح سعد زغلول قائدًا لـثورة 1919 التي اندلعت عقب نفيه إلى جزيرة مالطا، ثم سيشل، ما أشعل الشارع المصري في انتفاضة غير مسبوقة ضمت فئات الشعب كافة. كان صوته يرتفع في وجه المحتل، يطالب بحكومة وطنية ودستور يعبر عن إرادة المصريين.
أسس حزب الوفد، وقاد مفاوضات الاستقلال، ثم تولى رئاسة الوزراء عام 1924، في لحظة تاريخية اعتبرها كثيرون تتويجًا لنضاله السياسي. لكن رحلته لم تخلُ من العقبات، فاستقال بعد أشهر، وواصل قيادة العمل الوطني حتى وافته المنية في 2 مايو 1927.
اليوم، يقف تمثال سعد زغلول شامخًا في قلب القاهرة، رمزًا لرجل ناضل من اجل تحرير شعبه، وترك لنا إرثًا من الوطنية والكرامة لن يزول.