التمائم عند المصري القديم
كان للمصري القديم معتقدات وطقوس خاصة به يغلب عليها الطابع الديني ومن أهمها اقتناء التمائم فكان لا يخلو أي بيت مصري من التمائم لاعتقادهم بجلب الحظ والخير ودفع الأذى والشفاء من الأمراض ولم تقتصر على الحياة الفعلية فقط بل كانت هناك تمائم تُوضع في المقابر لأغراض دينية جنائزية كمساعدة المتوفى في مواجهة صعاب الحياة الاخرى وكان للتمائم أشكال والوان خاصة تميزها فمثلا أُستخدمت التمائم ذات اللون الأزرق لتفادي الحسد كما يُعتقد الآن.
كلمة تميمة جاءت من الفعل يتمتم وهو الذي يتكلم بصوت منخفض بكلام سري خفي وشُكلت التمائم بمواد مختلفة كالعتيق والبازالت وبعض المركبات الزجاجية ولها أشكال عديدة فمنها التمائم الآدمية كـتماثيل الأوشابتي وتميمة المعبود مين وحيوانية كالتمساح وفرس النهر والجعران وعلى هيئة الاعضاء البشرية كـ عين أوجات"عين حورس" والوجه وعلى شكل طيور كطائر الرخمة والنسر وهناك تمائم متنوعة كعلامة العنخ "مفتاح الحياة".
من أشهر هذه التمائم :-
تميمة عين أوجات : اشتهر المصري القديم بتفوقه في علم التشريح ومن ثم نجد أن شكل عين أوجات موجودة في الدماغ البشرية تقع فى منتصفها وهى عبارة عن خلايا عصيبة متعددة وهذه التميمة تُدعى ايضًا بعين حورس طبقًا للأسطورة الشهيرة ويُقال أن ست أقتلع عين حورس وبعدما أعادها له المعبود تحوت وتم شفائها أعطاها حورس لأوزير فآكلها وعاد للحياة مرة آخرى , ظهرت في اواخر الدولة القديمة حتى العصر اليوناني وكانت من أكثر التمائم شهرة وأستخدمها المصري أثناء حياته لدفع الشر وبعد موته لضمان إعادة الحياة له مرة آخرى.
تميمة الروزيتا : تأخذ شكل زهرة اللوتس أو الروزيتا وتشبه قرص الشمس وكانت ترمز لديانة الشمس وعبادة المعبود رع ولها ارتباط بالبعث والميلاد من جديد في العالم الآخر وكانت تضيء المقبرة المظلمة وتنير العالم الآخر وكان يرتديها الرجال والسيدات من الملوك والأفراد كمعصم يد الملك سنفرو مؤسس الأسرة الرابعة .
تميمة القلب "إيب": كان القلب مهم جدًا عند المصري القديم تبعًا لأسطورة بداية الخلق فالمعبود أتوم خلق الكون عن طريق الفكر والكلمة (القلب واللسان) وايضًا بسبب دوره في محكمة الموتى فهو الذي يوزن على ميزان العدالة فيُقال في كتاب الموتى " يا قلبي .. لا تقف ضدي كشاهد" وكذلك أنه مصدر الأحاسيس ومخزن الذاكرة فهو مصدر هوية الشخص فكانت هذه التميمة تُوضع على صدر المتوفى وتأخذ شكل قلب ثور أكثر منه آدمي وتُصنع من مواد متنوعة كالعقيق والبازالت ..إلخ
تميمة العنخ "مفتاح الحياة": يُقال أنها أول تميمة قدمها المعبود تحوت للبشر وبذلك هي أول تميمة في العقائد المصرية و قد تتشابه مع شكل الصليب , هناك من يرى أنها تمثل أوزير وأوزريس وهناك من يرى أنها تنتمي للمعبود رع وهناك من يرى أنها تمثل مصر أو تمثل الحبل السري للجنين , الحالي واستخدمها المصري القديم كمفتاح للعالم الآخر فهي تفتح له جميع الأبواب المغلقة وتمنح له حياة آبدية أفضل.