اسرائيل تغتال محمد عفيف المسؤول الإعلامى البارز فى حزب الله
فى تطور لافت في الحرب المستمرة بين إسرائيل وحزب الله اغتالت إسرائيل محمد عفيف، المسؤول الإعلامى البارز فى الحزب مما يثير تساؤلات حول دوافع هذا الهجوم وتأثيره على الوضع الداخلى فى لبنان وعلى حزب الله.
غرفة الأخبار ناقشت هذا الحادث مع نضال كناعنة، محرر الشؤون الإسرائيلية لاستكشاف دلالات هذا الاغتيال وتبعاته على المنطقة.
سلط النقاش الضوء على الاغتيال، حيث أوضح نضال كناعنة أن اغتيال محمد عفيف يمثل ضربة معنوية لحزب الله أكثر من كونه ضربة عسكرية.
وقال كناعنة إن عفيف كان أحد الوجوه الإعلامية البارزة لحزب الله وأصبح رمزًا إعلاميًا يشكل حلقة وصل بين الحزب والجمهور اللبنانى والعالم.
وأضاف أن إسرائيل استهدفت عفيف لأنه يمثل الصوت العلني لحزب الله وهو شخص معروف ويشكل جزءًا أساسيًا من الصورة العامة للحزب وبالتالى اغتياله يشكل رسالة قوية للجمهور اللبناني ولعناصر الحزب على حد سواء.
وأضاف كناعنة أن استهداف وجه إعلامى للحزب قد يفتح الباب لفهم أعمق للوضع الداخلى فى الحزب حيث لم تعد القيادات الكبرى تظهر بشكل علنى كما كان الحال فى الماضى.
ولفت إلى أن غياب هؤلاء القادة من المشهد السياسى اللبنانى يجعل من مثل هذه الشخصيات الإعلامية بمثابة القادة الجدد لحزب الله الأمر الذى يزيد من أهمية استهدافهم بالنسبة لإسرائيل وتجدر الإشارة إلى أن حزب الله غالبًا ما ينكر أن سياسة الاغتيالات قد أثرت عليه. وفى هذا الصدد، علق كناعنة قائلاً: إن من الطبيعى أن ينكر حزب الله تأثير الاغتيالات لأنه لا يريد إظهار ضعفه أو إحساسه بالتأثر.
لكن كناعنة أشار إلى أن الواقع على الأرض يثبت عكس ذلك حيث أن غياب قادة بارزين مثل حسن نصر الله لم يمر دون تأثير على الحزب وأن هناك شخصيات يصعب تعويضها بسهولة.من جهة أخرى تناول كناعنة الإنجاز الاستخباراتى الإسرائيلى فى هذه العملية، حيث نجحت إسرائيل فى الوصول إلى عفيف رغم أنه لم يكن يحمل هاتفًا محمولًا، وهو ما يجعل العملية أكثر تعقيدًا.
وقال كناعنة إن هذا يدل على أن إسرائيل لا تزال تمتلك قدرات استخباراتية عالية، ما يشكل رسالة قوية لحزب الله وللعالم أن إسرائيل قادرة على الوصول إلى أهدافها فى لبنان بسهولة.
وأكد أن هذا النوع من العمليات يهدف إلى إظهار القوة الإسرائيلية قبل أى محادثات أو مفاوضات مقبلة.في إطار النقاش حول تأثير هذه الاغتيالات على المفاوضات بين إسرائيل ولبنان، تحدث كناعنة عن ضرورة أن تكون العمليات العسكرية جزءًا من الاستراتيجية الإسرائيلية حيث تستخدم إسرائيل هذه الهجمات للتأثير على المفاوضات.
وأضاف أن المفاوضين الإسرائيليين غالبا ما يستخدمون هذه الأساليب للضغط على الأطراف الأخرى مشيرا إلى أن أى اتفاق مستقبلى مع لبنان قد يشمل مزيدا من الضغوط الأمنية والعسكرية خاصة بعد هذه العمليات.يسلط اغتيال محمد عفيف الضوء على تصاعد الضغط الإسرائيلى على حزب الله، بينما تبقى أسئلة كثيرة حول مدى تأثير هذه الضغوط على المفاوضات القادمة. كما أن حزب الله سيظل مضطراً للتعامل مع هذه الاغتيالات وتداعياتها مما قد يؤثر على موقفه في أى مفاوضات أو اتفاقات قد تطرأ فى المستقبل