سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ
ظاهرة عجيبة تظهر في مجتمعاتنا هذه الأيام
وهي : القطيعة بين الأخوة والأخوات
في الآونة الأخيرة بدأت ظاهرة اجتماعية في الظهور على السطح بشكل مقلق وهي "تأزم العلاقات بين الإخوة والأخوات "الأخوة ليست علاقات صداقة تنهيها حين يغدر بك الصديق ويخون ، هي دم يجري في عروقك ، لذلك حتى لو تجاهلت وجودهم في حياتك فستصرخ كريات الدم في عروقك لتشعرك بالحنين إليهم .
فإن زرتني زرتك
وإن أعطيتني أعطيتك
وإن أحسنت إليّ أحسنت إليك !!
فمن يقيسون عطاء الأخوة بقانون الأخذ والعطاء ، لن يحصدوا سوى جفاف المشاعر وتصحر الأحاسيس وتباعد المسافات .
روعة الأخوة أن تشعر أختك أو أخاك بقيمته في حياتك .. باشتياقك له .. بأن أمره وهمومه ومشكلاته تعنيك .. بأن دموعه تنزل من عينيك قبل عينيه .. أن تسنده قبل أن يسقط .. أن تكون عكازه قبل أن يطلب منك ذلك ..
من الضروري أن تضع خطوطًا حمراء لزوجتك أو لزوجكِ ، ولأبنائك وبناتك حين يكبروا ، ولا تسمح لهم بتجاوزها فيما يختص بإخوانك وأخواتك ، فأغلب مشكلات القطيعة بين الإخوة تكمن في تدخل الزوجات أو الأزواج ، والأبناء والبنات ، وإيغار صدور الإخوة على بعضهم البعض .
لذلك لا تسمح لهم أو لغيرهم أن يتدخلوا في تشكيل إطار علاقتك بإخوتك ، وأن يدفعوا بك نحو طريق القطيعة والبعد .
وإذا ما سمحت بذلك فسترى المشهد نفسه يتكرر بين أبنائك والقطيعة تدبُّ بينهم وأنت تتحسر عليهم .
روعة الأخوة أن تُشعر أختك أو أخاك بقيمتهم في حياتك ، باشتياقك لهم ، بأن أمرهم وهمومهم ومشكلاتهم تعنيك ، بأن دموعهم تنحدر من عينيك قبل أعينهم ، أن تسندهم قبل أن يسقطوا ، أن تكون عكازهم قبل أن يطلبوا منك ذلك .
الأخوة ليست أسماء مرصوصة في بطاقة رسمية ، ولا أوراقًا مرسومة في شجرة العائلة ، ولا أرقامًا هاتفية مسجلة في هاتفك .
أنتم إخوة وأخوات ، حملتكم الرحم نفسها ، وأرضعتكم الأم نفسها ، وعشتم في البيت نفسه ، وأكلتم من الصحن نفسه ، وشربتم من الكأس نفسها ، واحتفظتم بالذكريات نفسها ، ولذلك لن تستطيع أن تمحو كل ذلك ، وحتى لو حاولت ، ستشعر في نهاية كل يوم بتأنيب الضمير ، فالدم الذي يسري في عروقك سيُشعرك بالحنين لإخوة يقاسمونك كريات دمك نفسها .
فإياك ثم إياك أن تفرط بأخوتك من أجل شيء في هذه الدنيا ، فكل شيئ يمكن تعويضه ، ولكن إخوتك إن ذهبوا فلن يأتي غيرهم ..
كيف لا تحبهم وقد قال الله سبحانه وتعالى فيهم :
﴿ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ ﴾