محافظ سوهاج ... ولتكن البداية التوك توك وظاهرة الفوضى وهروب الصنايعية
اللواء عبد الفتاح سراج .. لا أنكر عليكم البداية المبشرة بالخير، والتى نتمنى دوامها فقد ألقيت بجولاتكم الميدانيه بحجراً فى المياة الراكدة على مستوى مختلف القطاعات ولكن دعنى أنقل إليكم المطلب الشعبي وحلم كل أهالى سوهاج ولتكن هى تلك البداية... فافعلها حتى يظل التاريخ يذكرك ،ولا تكون رقماً فى أرقام المحافظين السابقين،
البداية هى مركبة التوك توك وأتمنى إلا تنظر لتلك السطور بإستخفاف لكاتبها، ولا تستهين بهذا المطلب الذى بات حلمًا للجميع، حتى باتوا يتمنوا أن يستيقظوا فلا يجدوه بشوارعهم ، أو على الأقل يتم تقنين وضعة فقد ضرب كل نواحي الحياة حيث ابتلينا به فى غفلة من الزمن وتهاون كامل من المسؤليين ،فقد حول حياتنا إلى كارثة مدمرة ترتع فى شوارعنا ليل نهار ، بل بات المصدر الرئيسي لعدد من الجرائم أبرزها الفوضى والبلطجة، والسرقة والنشل والتحرش والخطف ، حتى جعل الرعب يدب فى قلوبنا خوفاً على اطفالنا وبناتنا، فجميع الجرائم التى حدثت خلال السنوات الاخيرة كان القاسم المشترك فيها هو ذلك الجراد الذى أنتشر بالمجتمع وبدا كالسرطان المستفحل، والذى لم يستطيع أى مسئول من قبلك أن يتصدى له وكأن هناك اوامر عليا بتركه هكذا حتى شعرنا أنه بات اكبر من قرار المحافظيين ،
اليوم أنقل إليكم استغاثات الجميع لتفعلها وتكن منفرداً بخلاف الكثيرين الذين اختلط عليهم الأمر بين القانون والدولة الحضارية المدنيه الحديثه وبين ثقافة إيجاد فرصة عمل لشباب وأطفال أغلبهم يتخذونه وسيلة لبطلجتهم ومصاريفهم الشخصية، أو بخلاف الذين خافوا على كراسيهم ومناصبهم فلم يتخذوا قراراً بالترخيص أو التقنين أو المنع خوفاً من تجمهر تلك الفئة ضدة و التى أصبحت تنظر إلى الشارع كأنه ملكية خاصة لها وحدها حتى بات الأطفال تقوده دون رادع أو خوف من رقابة أو مسئول.
والحقيقة المؤكدة بات تصدير حجة عدم التقنين لإوضاع التوك توك بأعتبار أنه يمثل فرصة عمل لهؤلاء غير مقنعة للمواطنين حيث بدأت تتفشي مع انتشاره ظاهرة أخرى أكثر دماراً من فائدته وهى هروب الصنايعية من المصانع والورش، واختفى ما كان يلقب بالصبي أو بلية حتى أصبحنا نبحث بالساعات عن سباك مهنى أو نجار يجيد حرفته فى ظل فشل مدارس التعليم الفنى والكليات العملية فى تخريج صنايعى محترف أو التوسع فى إتاحة المراكز المتخصصة الخاصة بتعليم الحرف مثل إصلاح أعطال السيارات والثلاجات والغسالات والسباكة والنجارة،
واليوم المطلب الرئيسي على المستوى العام من قبل المثقفيين والمعنيين بالشأن العام ،مطالبة الدولة بالإشراف الحكومى على تدريب خريجى التعليم الفنى، كعمالة متخصصة ،لأن ذلك يؤدى إلى توفير فرص العمل ويتيح مجالًا لاحتضان الصنايعية وتدريبهم، وإعادة الروح لهذه الفئة وتقديم الحوافز لها..
#وفى_النهاية... يظل المطلب الأكثر إلحاحًا على المستوى الشعبي وأحلام الناس البسطاء، هو تقنين تلك الظاهرة المقيتة، حتى نجعل من بلادنا بلاد راقية وشوارعنا هادئة نستطيع السير فيها بحرية وأمان دون خوف وكذلك مجتمعنا مجتمعًا متحضًرا ملئ بالصنايعية والمراكز المتخصصة ...فلتكن البداية وضع حل لتلك الظاهرة قبل أن تقضى على ما تبقى من الحرفيين بعدما قضى على اخلاقنا وحول شوارعنا الى مرتع من الفوضى والجريمة .