18:10 | 23 يوليو 2019

عبدالحى عطوان يكتب: الكابوس وعودة الزوج المسحور (جزء ثان)

11:31am 22/06/24
عبدالحى عطوان
عبدالحى عطوان

وقف شعبان أمام الشيخ عبد الجليل، الذي ذاع صيته معالجًا بالقرآن، محاولًا قبض يده ليمسك انفلات رجفات جسده، لكنه بدا مهزوزّا، عيناه غائرتان، ترتعش أطرافه، يكاد جسمه يسقط من شدة الوهن، وكأن جبال كثيرة جاثمة فوق أكتافه، تشعره  بالاختناق، فبادر الشيخ زوجته التي وقفت تحتضنه من جلبابه ممسكة بيديه المرتعشتين، بالسؤال عن الأعراض التي تنتابه حتى جعلت الجميع يشك بأن شيطانًا قد اعتلى جسده، وليس مرضًا عضويًا..
سرحت الزوجة المكلومة وعادت بذاكرتها للوراء قبل أن تتكلم ، وتذكرت ملامحه وأناقته في أيامه الخوالي، حينما كانت تتابع كل خطوات يومة، فقد كانت تعشق ارتدائه الجلباب الأبيض وتحته القفطان المخطط، فكثيرا ما أطلقت لنفسها العنان أن ترسم معه أحلامها حتى تحولت أيامها ولياليها إلى كابوس لا يغادرها، حتى ظنت أنه بات ساكنًا في كل عضو من أعضائه، فقد حول حياتها إلى لوحة جدارية، ألوانها قاتمة، وخطوطها من الحزن الدفين.
بدأت حديثها، بعدما أشاحت بوجهها بعيدا عنه، مسترسلة: كان وجههه مشعا كالقمر، الضحكات لا تفارقه، حنونا دافئا، لا تعرف عيناه الشرود، ولا يعرف عقله التيه أو النسيان، مرتب الحديث حلو اللسان، لا أنسى انعكاس صورته أمام المرآة حينما كان يقف ليمشط رأسه، فقد كانت تُبرز أدق تفاصيله، لدرجة أننى كنت أتحاشي النظر إليه من وهجها، لم يعرف امرأة غيري، ولا حتى النزوات التي كان يفاخر بها البعض من سنه، حتى كان ذلك اليوم المشؤوم، وزيارتها التي نثرت فيها سحرها عليه، وهنا حاولت تلتقط أنفاسها المختنقة  ترقبًا ورعبًا، فقد بدت لا تشعر بشيء إلا أنينا رهيبًا، لا يستطيع الخروج من ذلك القدر المحتوم.
وهنا أشار إليها الشيخ المبروك بيديه، لتتوقف، ثم خلع عباءته السوداء المزينة حوافها بنقوش ذهبية، والتي يدعي أن الله وهبه من خلالها منحة الاطلاع على الغيب؛ لمساعدة كل مريض ومن له حاجة ابتغاء وجه الله، ثم التقط المبخرة العتيقة التي تتوسط طاولة الخشب المتهالكة فى إحياء أنه سيشعلها بقبضة البخور التي بيده، متمتمًا بآيات قرآنية غير مسموعة.
بدات أدخنة البخور تتصاعد في كثافة، وبألوان زاهية غريبة، منبثقة منها رائحة نفاذة محببة إلى الأنوف، تجعل القريب منها يسترخي تائها عن الوعي، ثم أشار بيديه مع غلق عينيه، للإيحاء بأنه محاولة للاتصال بالعالم السفلي، ليستحضرهم إلى مجلسه، ليفهم علة ذلك المارد الذى يعتلي جسد الرجل التائه أمامه، بينما كانت الزوجة تمعن النظر في تلك المبخرة وحركات الشيخ، محاولة منها لفهم ما يدور، فقد سمعت كثيرا عن دجالين يحتالون على الناس بالأحجبة التي تحوى رسومات وهي مجرد شخابيط وكلمات، وغير مفهومة اللغة التي كتبت بها، وأيضًا عن مرضى مسحورين تم شفاؤهم بالعلاج بالقرآن يا
مرت الأوقات عصيبة وكأنها دهر، الكل أسير الخوف، والشيخ تتعالى صيحاته وتنخفض، والأدخنة تتصاعد وتهدأ، مرددًا الآيات القرانية، وكان الكل في مشهد درامي عاصف، حتى صرخ ذلك الزوج محاولًا أن يفيق من سباته العميق، وهو يرمق الجميع بنظراته، فقد تحرر من ذلك المارد الذى قيده لسنوات، فاقترب من زوجته محاولًا أن يركض بها إلى خارج المكان، محلقًا دون قيد.غادرا لمنزلهما على أمل اللقاء 
دخل شعبان إلى غرفته وجال ببصره بين كم الأدوية الموجودة بكل أركان الغرفة، من أدوية الصداع الدائم والإرهاق العصبي وأدوية الوساوس والتشنج والإغماء والصرع والسقوط و كل أدوية المهدئات، بدأ في تلاوة القران وقراءة الأذكار، ثم أغمض عينيه وراح في نوم عميق، فقد توقفت الكوابيس الموحشة، والرؤى المفزعة، بينما كانت زوجته تزين المنزل، لاستقبال زوجها الذى عاد من جديد
 

تابعنا على فيسبوك

. .
izmit escort batum escort
bodrum escort
paykasa bozum
gazianteplie.com izmir escort
18 film izle erotik film izle
deutsch porn