18:10 | 23 يوليو 2019

منى صدقى تكتب : سلامٌ لأرضٍ خُلقت للسلام وما رأت يومًا سلامًا

9:52am 15/05/24
منى صدقى مازن
منى صدقى

أمام التحولات الاستراتيجية التي تمر بها المنطقة العربية على خلفية تداعيات معركة "طوفان الأقصى" التي تخوضها حركات المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 وهذا الاستنفار الغربي ضد حركات المقاومة وحشد هذه الترسانة من الأسلحة وكأن العالم يجهز مسرح عمليات الحرب العالمية الثالثة يكون من المهم  التأكيد على عدد من الثوابت الأساسية وتبني عدد من الإجراءات والخطوات العملية لدعم هذه القضية .
ولعل أبرز هذه الثوابت التي يجب التأكيد عليها في ظل هذه الموجة من موجات الصراع العربي الإسرائيلي هى التأكيد على عدالة القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته على كامل الأراضي المحتلة إضافة إلى  التأكيد على أن المعركة مع الكيان الصهيوني ليست أزمة عابرة أو متجددة لكنها صراع متعدد الأبعاد لأنه كيان قائم على احتلال الأرض والتطهير العرقي والإبادة الجماعية ضد السكان الأصليين للأراضي الفلسطينية المحتلة وأن إحدى أدوات مواجهة المحتل هي معركة الوعي وامتلاك الحقائق والمعلومات في مواجهة آلة التضليل الإعلامي الضخمة التي يمارسها ويعتمد فيها على شركائه الإقليميين والدوليين . 
 
    
والقارئ الجيد للتاريخ يدرك  أنها واحدة من أعدل القضايا فى التاريخ الحديث،  وشعبها من أكثر الشعوب التى تعرضت للاضطهاد والظلم والتجاهل، بل والتآمر من المجتمع الدولى وقواه الدولية، رغم أن القرار الدولى الذى أسس للدولة اليهودية هو نفسه الذى أسس شرعية دولة فلسطين، ما خلق مزيج من الفرص الضائعة والشعارات وغياب الرؤية الاستراتيجية والحسابات الخاطئة والتدليس الدولى الذى أدى فى النهاية إلى استمرار الفلسطينيين والفلسطينيات بلا دولة ولا سيادة ولا أمن ولا حقوق إنسان لمدة تزيد على سبعة عقود، ولذلك فإن انفجار السابع من أكتوبر (طوفان الأقصى) لم يكن إلا نتيجة طبيعية لكل هذه الظروف غير العادلة والتى جعلت من إسرائيل أشهر سلطة احتلال فى العصر الحديث يتم الدفاع عنها وعن حقها فى الدفاع عن نفسها مع عدم إعطاء الحق نفسه لمن تم احتلاله! 
ولكن هنا أريد أن أشير إلى نقطة هامة وهى أنه من الخطأ  شيطنة الغرب بلا تفرقة بين حكومات وأفراد ومنظمات مجتمع مدنى ، صحيح أن النخب السياسية الغربية فى معظمها فشلت فى الانتصار للقضية الفلسطينية، ووقفت بجانب حكومة نتنياهو وجيشه وسكتت أو تغاضت أو قللت من جرائم الحرب التى يرتكبها جيش الاحتلال فى غزة أو الضفة الغربية، لكن تظل هناك العديد من الأصوات الغربية المؤثرة سواء على مستوى الحكومات، أو على مستوى كبار الفنانين والنقاد وكتاب الرأى، أو حتى على مستوى المنظمات الحقوقية التى أثبتت أنها لا تكيل بمكيالين .
ودعونى هنا أقولها وبكل صراحة وربما يختلف معى الكثير إنه من المؤسف استسهال خطاب الحرب، ومحاولة دفع أطراف عربية  وفى مقدمتها مصر لكسر الاتفاقات الدولية ومهاجمة إسرائيل عسكرياً !  فإذا كان هناك قرار بالحرب، فيجب أن يكون هذا قراراً عربيا بالإجماع، تشارك فيه الدول العربية وتتحمل مسئولياتها الدولية أمامه! أما من يقفون خلف الشاشات والكاميرات للمزايدات على مصر تحت دعوى أن عدم دخول مصر الحرب هو عدم الانتصار للقضية الفلسطينية فهم يدفعون مصر لاتخاذ قرار غير محسوب، ستدفع مصر وشعبها واقتصادها فقط ثمنه بينما سيقف هؤلاء كعادتهم فى صفوف المتفرجين ! فالحروب ليست نزهة، ولكنها دمار وخراب وتشريد ورهان خاسر بدماء الملايين! لكن إذا فرضت الحرب على مصر، فهذا موضوع مختلف وله حديث آخر، أما فى اللحظة الراهنة، فعلى مصر أن تستخدم كل أدواتها الدبلوماسية للضغط على إسرائيل وحلفائها لإيقاف العدوان على غزة وشعبها بما فيها تخفيض العلاقات الدبلوماسية إذا لزم الأمر، لا التورط فى مستنقع الدمار الشامل، والذى لن يخدم القضية الفلسطينية فى النهاية، ولكنه سيزيد من أعداد الشعوب العربية المغلوبة على أمرها .


وفى النهاية لابد أن أؤكد أن الدفاع عن فلسطين وحريتها ودماء أبنائها اليوم هو دفاع عن القيم الإنسانية التي رسختها الأديان السماوية وقننتها المواثيق الدولية ويجب على كل المؤمنين بهذه القيم والمتمسكين بهذه المواثيق القيام بما يجب عليهم القيام به إن كان هناك حرص على مستقبل البشرية .

تابعنا على فيسبوك

. .
izmit escort batum escort
bodrum escort
paykasa bozum
gazianteplie.com izmir escort
18 film izle erotik film izle
deutsch porn