ازدواج الهوية .... بين انثي استرجلت وذكر تأنث.
لطالما افتخر الرجل بذكورته وعنفوانه وقساوة ملامحه وصلابة مظهره الخارجي، ولطالما حافظة الأنثى المسلمة الشرقية علي حياؤها ومظهرها الوقور ذات الطابع الأنثويالمحتشم ، لكننا بتنا اليوم مُحاطين بأشباه رجال لا يمتازون عن المرأة إلاّ بالاختلاف البيولوجي، ويختارون ملابس ذات قصّات ضيّقة وغريبة، وألوان أنثوية وأقمشة شفافة ، واصبحت الأنثى تأخذ هيئة ومظهر الرجل الذي تخلي عنه بسهوله لها وتخلت عن حياؤها واسلوبها الرقيق لتتحدث مثل الرجل وتلبس نفس ملابسه وفي أحيان كثيرة تذهب إلي صالة الألعاب الرياضية مع الشباب وليس صلات رياضية نسائية ، ليتبادر الينا جيل مشوه الهوية وهذا ما لا يتقبّله أفراد المجتمع، مهما بلغ انفتاحهم وتطوّرهم، بفعل التعدّي على العادات والتقاليد المُتعارف عليها
فقديماً كان العرب يرسلون أبناءهم إلى البادية ليتعلموا الشجاعة، والفصاحة، والفروسية، وقوة التحمل، ويؤكدون التزامهم بالأخلاق والعادات والتقاليد، وتكون أجسادهم صحية في جو نقي بعيدا عن المدن وملوثاتها وضجيجها وثقافتها وكانت الفتيات يتم تربيتهن علي تعلم الطبخ والتنظيف والحياكة لتصير زوجة مسؤولة عن المنزل وتربية الأبناء وتعليمهم ، فكان الذكر ينشئ علي أنه رجل بصفاته الرجولية والأنثى تنشئ علي أنها أنثي لها حدودها .
ولكن بسبب القوانين الجديدة والتقليد الأعمى للغرب في ظل الانفتاح الإعلامي الذي ينقل انماطاً من الغزو الثقافي كل دقيقة والأهمال في التربية من قبل الأباء والأمهات ، وبُعد الأبناء عن ممارسة هوايات وأعمال أجدادهم حدث نوع من العزوف والانكفاء على الذات ليصبحوا فريسةً سهلةً للأفكار الخارجية الهدامة حينما نشاهد بعض الشباب في المولات والكافيات والمطاعم والصالات وترى تسابقهم على الصالونات وعيادات التجميل فلا تسأل كيف تقلصت الرجولة وأصبحت صورة من الماضي حيث أصبحت الشجاعة والمروءة والشدة مجرد صور مرسومة في طيّات الكتب المدرسية أو قد تشاهدها في أفلام تاريخية ، واصبح الشباب يحولون مظهرهم إلي أنثي بكل فخر، ويقومن الفتيات بارتداء ملابس الرجال مثل البنطلونات والقمصان والجواكيت والكرافتات، والملابس الشبابية (الكاجول )ليس في أماكن الترفيه فقط، وإنما في الشوارع والمتاجر والعمل، حتى وصل الأمر ببعض النساء إلى قص الشعر وعمل تسريحات شبابية معتمدة علي حلق جزء من الحاجب ( مثل قصة اللاعب كرستيانو رونالدو أو لاعب اسبانيا فرنالدو توريس ) ، كل ذلك ليقوموا بالتقاط مقاطع فيديو مصورة لهم علي مدار اليوم حتي يحصلوا علي عدد مشاهدات وتفاعلات كبيرة وان وصل الأمر إلي الإهانة والسب فلا يشكل لهم فارق المهم أن يكونوا ( تريند) علي السوشيل ميديا ليتأثر المراهقين الذي يشاهدون هؤلاء المشوهين نفسيا واجتماعيا و يقومون بالتقليد الأعمى دون وعي لنجد ظاهرة لا متناهية من ازدواجية الهوية الجنسية .
وأخيرا فإن الخروج عن المألوف عادة معظم المراهقين والمراهقات ولكن إذا كانا يُريدان التميز على أبناء جنسهما بالشذوذ عن قوانين الطبيعة فهذا ما لا يتقبله العقل فعلى الفطرة جُبلنا وبالتمرد عليها نعيش التخبط في هذا الكون المنظم، إذ لكل جنس هيئة ودوراً واضح في هذه الحياة والانسلاخ منه يثبت للآخرين بأن هذا المتمرد لم يوظف نعمة العقل التي وهبها له جل وعلا ومن وجد في نفسه عدم الرضى عن جنسه ففي العيادات النفسية يكون مستقره حتى يعود لرشده لأنه سيظل منبوذاً من الجميع لسخطه على خالقه