"حماده الأمير " يكتب : زواج القاصرات بين الجهل والعادات
أصبح ظاهرة زواج القاصرات في زمننا هذا من العادات والتقاليد المتزايدة في المجتمع ، ويعود السبب في ذلك إلى الأوضاع والظروف الاقتصاديّة السائدة، وتعود هذه الظاهرة إلى الجهل المتفشّي في المجتمعات حول عواقب ومخاطر هذا الزواج، فعدم الوعي الفكري، وعدم إدراك مخاطر هذه الظاهرة، وفهم الأمور بصورةٍ مُغايرة لما هي عليه في الواقع يؤدي إلى انتشار هذه الظاهرة، وذلك من اختلال اعتقادهم بأنّ زواج الفتيات القاصرات هو تحصين لهُنّ، وفي الواقع هذا الأمر غير صحيح، حيث يعتبر تدميراً لبراءة الأطفال، بسبب عدم نضوجهم، وإحاطتهم بالمعنى الحقيقي للزواج وما يتبعه من أعباء ومسؤوليّات،
إنشاء الأسرة يعتبر هي مهمة اساسيّة لأي مجتمع، ولهذا وجب الاعتناء بأسس تكوينها من قِبَل المجتمع، إضافةً إلى السعي والتأكيد على أسس ترابطها، وذلك بهدف تماسكها، وضمان استمراريتها منذ اللحظة الأولى لعقْد القران بين الزوجين.
لهذا يجب علينا وضع ضوابط لتأسيس أي أسرة، بدءاً من اللحظة الأولى لاختيار الأزواج المقبلين على بناء الأسرة أو رعايتها، يمكننا أن نعني إدراك مدى أهميّة وخطورة زواج القاصر، حيث يُعتبر هذا المصطلح حديثاً نوعاً ما؛ لأنه في الأصل يطلق عليه زواج الصغيرة، إضافة لكل ما يحيط بهذا الزواج من سلبيّات وإيجابيّات ،
لقد سنت الدولة بالعديد من قوانين الأحوال الشخصية من ضمن هذا قانون سن الزواج ووضعت سنا معين للذكور والإناث للمقبلين على الزواج
وعدم السماح للمأذون بعقد زواج عن العمر الذي حدده القانون وهو ثمانية عشر عاماً ، ووفقاً عليه يجب تقديم أسباب مقنعة للقاضي لإتمام هذا الزواج.