فريد عبد الوارث يكتب: " غَزوُةّ بَدّر ".. ماَزالتّ آَفةُ أُمتِناَ النِسيَان!!
يَقولُ رَسولُ اللهّ صَلىَ اللهّ عَليهِ وسَلم : لَعَلَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ اطَّلَعَ علَى أهْلِ بَدْرٍ فَقالَ : اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ فقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ،،، مرَ اليومْ 17 رمَضان الذيِ يُوافقْ ذِكرىَ غَزوة بَدر الكُبرىَ عليناَ مُرور الكِرام! و مِنْ بَاب و ذَكرّ سنتناول ذلك الحدث الفارق في التَاريخّ الإسلاميِ: تُسمّى غزوة بدر بغزوة الفرقان، و غزوة بدر الكبرى، فبعد أن هاجر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- إلى المدينة المُنوّرة، و بدأ بإنشاء دولته، حرص على تحقيق ما يضمن الاستقرار نوعاً ما من معاهدات أبرمها مع بعض القبائل المحيطة بالمدينة، إلّا أنّ ذلك لم يضمن الاستقرار الكافي للمسلمين، سواء داخل المدينة، أو خارجها؛ فاليهود وبعض المشركين يعيشون بينهم، و علاقة قريش بالقبائل المجاورة قويّة، كما أنّ القتال كان لا يزال ممنوعاً على المسلمين، و منهاجهم الإعراض عن المشركين، فنزل قوله تعالى أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّـهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ)، ثمّ تغيّر الوضع من كفٍّ و إعراضٍ عن المشركين إلى السماح بقتالهم، و قد سمع رسول الله باقتراب قافلة قريش العائدة من الشام و يرأسها أبو سفيان، فقرّر مهاجمتها؛ إذ إنّ هذه القافلة كانت مُحمَّلة بأموالٍ لقريش، و خرج مع ثلاثمئة و بضعة عشر رجلاً، و كان معهم من البعير و الخيل سبعون بعيراً، و فَرَسان؛ فالأوّل للزبير، و الثاني للمقداد بن الأسود، آخذين بعين الاعتبار أنّ ذلك سيكون ضربة لاقتصاد قريش؛ حيث لم يكن يحمي القافلة سوى أربعون رجلاً، أو نحو ذلك.
و تُسمّى غزوة بدر بغزوة الفرقان، و غزوة بدر الكبرى، و قد كانت بعد هجرة النبيّ و صحابته إلى المدينة، و كان الخطر يُحيط بهم، فنزل الإذن بالقتال، و بدأ النبيّ يهيّئ المسلمين على الجهاد، و استشارهم في الخروج إلى المشركين و اعتراضهم، فوافقوا و تحرّكوا لاعتراض قافلتهم، فعلم أبو سفيان بذلك، فرجع من طريق أخرى و طلب المدد من مشركي قريش، فعلم النبيّ و هيّأ من معه، و وضعوا خطة عسكرية وطبّقوها، و في 17 رمضان 2هـ التقى الجيشان، و أنزل الله مدده للمسلمين، فَكانَ النصُر حَليفَهم.
انتهت الغزوة بالنصر المُؤزَّر للمسلمين، و الهزيمة الساحقة للمشركين، قال تعالى : (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّـهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّـهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)، وقد سمّى الله يوم بدر بيوم الفرقان، و ذلك في قوله: (يَومَ الفُرقانِ يَومَ التَقَى الجَمعانِ)؛ لأنّه فرّق فيه بين الحقّ واالباطل.
فَكَيفَ تَمُر عَلينا مِثل تِلكَ الذكرىَ دون تَوقف؟ يَبدوا أنّ النِسيان قَد ضَرب الثوابت فَتُهنا فِي غَياهب الزَمان!!