فريد عبد الوارث يكتب: " فقر الأخبار و فقر الأفكار "
تُمثل الأخبار عالم اقتصادي قائم بذاته، و لها مؤسسات إعلامية و إخبارية ذات ميزانيات كبيرة تُضاهي الدول، و من يملك الأخبار يصبح غنياً و قوياً و من يفتقدها يتغير حاله إلى الفقر و العدم، هي مثل أوراق " البنكنوت " تزيد قيمتها أو تنقص حسب كيفية استثمارها.
و لعل متابعة الأخبار و نشرها في قت حدوثها كان الدافع الرئيسي للدخول في سباق رهيب لإختراع الأدوات الازمة لذلك، فقد تكون ثواني معدودة في نقل الخبر هي الفيصل في النجاح بين المؤسسة هذه أو تلك، و تظل الاخطاء الكبرى و الكوارث و الحروب أشد ما يجذب المتلقي و يبحث عنه ناقل الخبر، لكنه يتطلب إمكانيات كبيره و شبكة مراسلين منتشره و هو ما لا يتوفر في كثير من المؤسسات و القنوات الإخبارية.
و من ثًم اتجه الكثير من العاملين في الحقل الإعلامي إلى متابعة التافه و الهزيل من الأخبار! كإفتتاح مشروع او حضانة او ما شابه، مما أفقد القراء و المشاهدين الحماس للمتابعة و أفقد العاملين في الحقل الإعلامي المصداقية فماذا يعني خبر طلاق فلانه الممثلة او ذهابها إلى المصيف أو حتى فستانها العاري؟
غير أن بعض الإعلاميين الأذكياء قد فطن لفقر الأخبار فغير الأفكار و اتجه لنوعية جاذبه من الأعمال، منهم من غير برامجه السياسية و استبدلها بأخرى اجتماعية مثل " منى الشاذلي " لعلها تحظى بنسبة متابعة معقولة، و منهم من ظل قابعاً في كهفه حتى أصابه الانزواء و فقدان البريق.
يبدوا أن الفقر أصبح السمه الرئيسية لزماننا حتى في الأخبار! مما يفرض علينا التنويع في الأفكار و مواكبة العصر أو انتظار الأفول .