فريد عبد الوارث يكتب : حرب العقول..حرب الحدود و قواعد السوق

إذا أردت ان تستولي على أرض عدوك بأقل تكلفة فعليك الاستيلاء أولاً على العقول التي تملك تلك الأرض، صعّد سفهاؤهم و أجج الفتنة بينهم و أعطهم ما يكفي من السلاح ثم نادي بما يسمى الديمقراطية والحرية و نصرة الدين _أي دين _و حينها ستصبح تلك الأرض المحروقة ملكاً لك بلا تكلفة تذكر! لا تستهينوا بالحرب علي عقولكم، علي تراثكم، علي تاريخكم هي حرب علي كيانك كشخص و كمجتمع و كدولة فحروب الأفكار أشد فتكاً من حروب السلاح. 
" كامب ديفيد " على المحك 

يعرف الجميع أن العلاقات المصرية الإسرائيلية تمر بأسوأ مراحلها منذ توقيع معاهدة السلام، و قد دفع "النتن ياهو" الأمور نحو المزيد من التوتر حتى تكاد تصل لمرحلة الانهيار الكامل و باتت حرب غزة خطراً كبيراً على أمن الإقليم كله بما فيه إسرائيل،  و في نفس الوقت استعدت " القاهرة " عسكرياً و حشدت قوات ضخمة على الحدود الشرقية و فعلت منظومة الدفاع الجوي في كامل سيناء و حتى داخل غزة نفسها،  كل ذلك مع التزام الصبر وضبط النفس كثيراً سعياً لخفض
 التصعيد و عدم وصول الأمور لنقطة اللاعودة في هذا التوقيت الحساس و وصلت الرسائل المصرية بشكل مباشر و غير مباشر إلى تل أبيب بالتحذير الصريح من أي خطوات للكيان تمثل تهديد للمصالح المصرية.  
من جانبها تدرك واشنطن تماماً مخاطر السياسة التي يتبعها نتنياهو،  حتى أن شركائه في حكومة الحرب يعلمون علم اليقين بحتمية رحيله من المشهد السياسي للأبد،  حيث أنه من العبث مناقشة أي حلول و سيناريوهات عن المستقبل مع وجوده هو و المتطرفين. 
قواعد السوق و المسكنات 
للسوق قواعد ثابته إما أن تطبقها أو ستدوس عليك!  قاعدة العرض و الطلب لا تخاف و لا تنفذ أوامر حكومية،  إنما هي وفره و طلب و قيمة للعملة التي تشتري بها، و ستفرض نفسها مثلها مثل قواعد الطبيعة.  
من هنا وجب علينا _ إن أردنا حلاً ناجزاً _ وضع حلول طويلة الأمد و ليس تكرار سيناريو 2020 لمحاولة تثبيت سعر الصرف حتى لا نستنزف القروض ثم يعاود الدولار القفز في السوق السوداء. 
كما يجب الإلتزام بتقليل الإنفاق و أوجه الصرف في مختلف الوزارات على مئات المستشارين و غيره،  مع وضع ضمانات لرؤوس الأموال المحلية و الخارجية للعمل في السوق المصري. 
و للحديث بقيه.....