18:10 | 23 يوليو 2019

عبدالحى عطوان يكتب: صلاح بين حلم الأم والترحال (الجزء ثانى )

11:29am 02/02/24
عبدالحى عطوان يكتب
عبدالحى عطوان

خرج صلاح فارًا من مواجهة والدته التي أحست بانقباضة شديدة في قلبها لدرجة أن رعشة انتابت جسدها الذي أصابه الوهن من معاناة السنين فقد أرهقتها تجارتها التي تتطللب قيامها مع الفجر لإحضار التسويقة التي تبتاعها وتنفق منها على أولادها، وضعت يدها فوق قلبها فقد كادت أن تنكفئ على وجهها، ألقت بكامل نفسها على ذلك السرير الذي صنعته من الطوب والعجين والمفرود عليه فرشة مصنوعة من القطن والقماش وغطاء من صوف الإبل، والذى لازمها لأعوام كثيرة فقد أحست أنها مع عراك معها بل شعرت بغربة شديدة في المكان وكان ما فوق كتفيها ليس رأسا لدرجة أنها أحست بمخدر يسري في ساقيها فقد انطفأت فرحتها لرؤية غمامةالحيرة والقلق والتوتر على وجهه، فهي لم تتتعود أن ترى ملامحه هكذا أبدًا فكثيرًا ما كانت تملأ عينيها من قسماته.

وبينما دنت الشمس من الغروب كان الشقيق الأصغر حسين يشون الخضروات التي لم تباع طيلة النهار محاولًا أن يرتبها حتى تبدو في الصباح الباكر طازجة، اقترب صلاح من أمه النائمة في محاولة لتقبيل رأسها التى بدأت تشم رائحته فرفعت رأسها لتنظر إليه فبادرها متسائلًا عن سر خوفها وعلامات الحزن التى بدت على ملامحها وحالة الوهن التي أصابتها منذ سماعها خبر رغبته في الترحال واستكمال رسالة الماجستير والدكتوراة بالخارج، لحظتها واجهته بابتسامة رسمتها على وجهها لكنها فشلت أن تقضي على الحزن الدفين بقلبها ولا على التوتر الذى اعتراها فلم تستطع أن تهدئ من ذلك الانقباض الذى ملك أحشائها 

 لكنها استجمعت قواها وبادرته متسائلة، كيف تفكر فى السفر والغربة وشقائي من أجلك وأحلامي التى عشت من أجلها أن تكون لك عيادتك هنا بالقرية وسط أهلك واللقب الذى لازمنى طيلة عمري؟، حاوات أن تثنيه عن القرار الذى اتخذه دون ترتيب، فهي رحلة طويلة تحمل من تفاصيل الحياة الكثير والكثير بدرجة مخيفة، تمتمت بهذه الكلمات وهي تحاول أن تخطو بعيدًا عنه أمتار حتى تتركه مع نفسه للصراع الداخلي الذى ينتابه ولا يكون قراره تحت تأثير عواطفه نحوها..

وبينما هو متجه مغادرًا بعد صراع نفسي مرير حاملًا حقيبته التي تحتوي على أوراقه وعدد من الكتب التي يهوي قراءتها وبعض ملابسه، وقف أمام الباب يتامل المكان ينظر إلى جسدها الواهن تمنى أن يقترب منها، يضمها، يطبع فوق راسها قبلة حانية، فقد جال بعينيه سنوات العمر التى أفنتها من أجله حتى صارت جسدًا مكومًا على الأرض تتحرك بصعوبة تعاني من آلام ركبتيها، تردد دائمًا حلمها حتى وهي في أحلك الظروف،

 وفجاة انتاب جسده قشعريرة وانقباضة لا يدري منبعها على وجه الدقة، بل تأثرت أنفاسه من هذا التوتر الرهيب حتى أنه بدا وكأنه يلهث كمن يجري هرولة من مدة طويلة وكأن شيئا ما قطع رأسه وألقى بها للخارج لتستقر بين الحشائش وشوارع القرية التى تربي فيها، فبعد جدال طويل بينه وبين نفسه وصراع تفكيره، قرر أن ينحاز إلى نصبة خضار والدته ورحلة كفاحها وحلمها في اللقب.

تابعنا على فيسبوك

. .
izmit escort batum escort
bodrum escort
paykasa bozum
gazianteplie.com izmir escort
18 film izle erotik film izle
deutsch porn