فريد عبد الوارث يكتب :" حكام قطر و الإمارات ".. الخيانة تليق بهم

قدمت دويلات الخليج العربي و خاصةً " قطر و الإمارات نموذجاً يحتذى به في الخيانة! فمن أجل الحفاظ على مكتسبات سياسية، و الحصول على دعم أمريكي، تخلى حكام تلك الدويلات عن أهم قضية عربية و إسلامية، بل و حاربوا أهلها، و حاربوا كل من يدافع عنها، و كل من يقف ضد مشروعهم الخائن.

تطبيع و انبطاح للصهاينة بلا مقابل! ذلك الكيان الغاصب الذي يحارب العرب و المسلمين في كل زمان و مكان، و إذا اعتبرنا ان ذلك هو الدور المرسوم لدولة إسرائيل منذ زرعها شياطين بريطانيا فلن نستغرب عداوتها لنا، فما بالنا بالدويلات العربية الخائنة التي تضر بفلسطين اكثر من الصهاينة؟ لا فرق بين صهاينة اليهود و صهاينة العرب، فالخيانة تليق بهم جميعاً.  
فمثلاً التطبيع الإماراتي تمتد مشكلاته أبعد بكثير من علاقات ثنائية بين دولتين، بل ستكون بداية لتواجد صهيوني حقير في المنطقة التي كانت عصية على الصهاينة، و للأسف بعد أن كنا نحارب الصهاينة لتحرير أرضنا في فلسطين، أصبحنا مجبرين للانتقال على حماية بيوتنا من صهاينة العرب قبل صهاينة اليهود.
و بالعودة للخيانة الأشهر في التاريخ حين خان " بروتس " عمه "يوليوس قيصر" يوماً ما بعد أن اتفق مع أعضاء مجلس الشيوخ الروماني نجد ان خيانة أمراء الخليج للقدس أسوأ من بروتس، لأنهم خانوا قيصر و مجلس الشيوخ و الأمة كلها! فالضرر الذي يسببونه للأمة سيستمر  لعقود طويلة و لن تعود الامور لطبيعتها حتى عقب رحيلهم! 
و ما ينطبق على الإمارات ينطبق على قطر و يزيد،  و على ما يبدوا فقد حانت لحظة رد الجميل لهم من الصهاينة الذين لا يُوفون بعهد و الذي جاء في تصريح لصحيفة يديعوت أحرونوت ضم تصريحات غاية في الخطورة جاء فيها :
• هناك  تسجيلات لرئيس الوزراء " نتنياهو " هاجم فيها قطر و قال فيها :
" لا أشكر قطر على جهودها لأنها لا تختلف إختلافاً جوهرياً عن الأمم 
المتحدة لكنني مستعد في الوقت الحالي لإستخدام أي طرف يساعدني
 في إعادة الرهائن إلى الوطن، ليس لدي أوهام حول قطر و دعمها لحماس إنهم يمولونها!  و استطرد " النتن ": 
" كنت غاضباً جداً مؤخراً،و لم أخف ذلك عن الولايات المتحدة التي 
جددت عقد قاعدتها العسكرية مع قطر، لماذا لم تبلغوننا؟ لماذا لم يطالبوا بإعادة المختطفين ؟ هذه وسيلة ضغط، لأن قطر لديها القدرة للضغط على حماس.
• اما وزير المالية الإسرائيلي سموتريتش فقد وصف قطر بأنها دولة تدعم الإرهاب، و تمول الإرهاب،و راعية لحماس، و أضاف:  قطر لن تشارك في ما يحدث في غزة في مرحلة ما بعد الحرب فهي مسئولة إلي حد كبير عن مجزرة حماس!!  
فهل وصل لأسماع " طال عمره " مهاجمة نتانياهو، و وزير ماليته لقطر مما يعكس الغضب من تحطم آمال عقد صفقة (إنقاذ ) أو تبادل للرهائن وفقاً للمبادرة الإسرائيلية التي ألمح إليها نتانياهو أمام عائلات المحتجزين في قطاع غزة، و تحميل قطر مسؤولية عدم الضغط على حماس لتليين موقفها.
أيها الأغبياء هؤلاء قوم لا عهد و لا ذمة لهم و لا يحفظون الجميل، و مازال الغافلون يتوهمون تحقيق تطبيع مفيد و سلام حقيقي معهم!  
ألا تَبْتْ أيديكم حين امتدت نحو الصهاينة،  و اعلموا أنكم لن تنالوا مقابل خيانتكم سوى الخذي و العار دنيا و آخرة، وستبقى فلسطين و أهلها الأبطال عنواناً للصمود و التضحية. 
يا سائس الخيل قم للخيل و انحرها 
ما حاجتنا للخيل و الفرسان قد ماتوا؟