فريد عبد الوارث يكتب : " اليمن الحزين " و مسرحية الحوثيين
مخطئ من يظن أن ما يحدث هناك في أقصى الجنوب _حيث " اليمن " الذي كان سعيداً فبات حزيناً و أصبح شعبه مقتولاً أو جريحاً يعيش على الفتات و يسكن العراء _ حرباً حقيقية أو عداء فعلي بين جماعة الحوثي " الشيعية الإيرانية " و القوى الغربية بزعامة رعاة البقر الأمريكيين و أم الشرور بريطانيا ، فحقيقة الأمر أن المستعمر الجديد أراد العودة للسيطرة على المضايق و أعالي البحار و لم يكن هناك مبرراً أقوى من بضع عمليات قرصنة على السفن التجارية و إطلاق مسيرات و صواريخ " بمب " على إسرائيل .
مؤخراً قامت أمريكا و كلبها الوفي بريطانيا بتنفيذ ضربة عسكرية في اليمن ، و في تصوري أن تلك الضربة هي رسالة أكثر مما هي عمل عسكري و تطورات الموقف المستقبلية ستبنى على أساس رد فعل الحوثيين لاحقاً ، كل ما في الأمر أن إيران و الحوثيين تجاوزا الخطوط الحمراء فأظهرت الولايات المتحدة استعدادها للرد المناسب في شكل تأديب أو قل شد أذن دون إفراط فلا يخفى على أحد أن المصلحة مشتركة و الكل مستفيد عدا قناة السويس و شركات الشحن فهما الخاسران .
إذن تجاوزت إيران فتم إستهداف أكثر من 60 هدفًا في 16 موقع مختلف للحوثيين تشمل الأهداف مراكز القيادة و السيطرة و مخازن الذخيرة و أنظمة
و منصات الإطلاق و منشآت الإنتاج و أنظمة الرادار للدفاع الجوي و الرصد الساحلي و قامت بتنفيذ هذه الضربات أكثر من 15 مقاتلة من طراز F-18
سوبر هورنيت تابعة للبحرية الأمريكية أقلعت من علي متن حاملة الطائرات إيزنهاور المتمركزة في جنوب البحر الأحمر بالإضافة إلى أربع مقاتلات بريطانية من طراز يوروفايتر تايفون شاركت في عمليات القصف الجوي مع قيام قطع الأسطول الأمريكي و تحديداً مدمرات الصواريخ الموجهة إلي جانب غواصة نووية أمريكية من فئة أوهايو كلاس بإطلاق صواريخ كروز من طراز توماهوك تلك التي كانت صاحبة الدور الأكبر في تدمير العراق .
و للعلم ... فإن طائرات الإستطلاع و التجسس الأمريكية أقلعت من قاعدة " العديد " في قطر و عبرت الأجواء السعودية متجهة نحو جنوب البحر الأحمر لتقديم المعاونة خلال العملية ، ولم نسمع أحدا من الإعلاميين سواء في قناة الجزيرة القطرية أو الحدث السعودية يستنكر ذلك أو حتى يشير له !!
عملية مركزة و محددة تستهدف مواقع و أهداف بعينها لتحييد جزء من قدرات الحوثيين مع الإبقاء علي بعض القدرات و هي مصلحة أمريكية تدور في إطار لعبة متبادلة مع طهران تعكس مصالح مشتركة قد تبدوا للبلهاء متعارضة !!
و الخلاصة ....
يتم التمهيد لنزاع أكثر دموية قادم في مسرح عمليات أريتريا الصومال جيبوتي و عند ربط ذلك بطموحات أثيوبيا في منفذ علي البحر الأحمر سنجد المنطقة تحت رماد نار كانت مشتعلة لعقود و مخطط لإبقادها كذلك حتى وقت معين و للأسف كل ذلك بمعاونة الأذناب و تمويل الشياطين القابعين على عروش النفط في الخليج العربي !!!
ولا أعتقد أن الأمر يحتاج لذكاء حتى يتبين لنا أن مصر بشكل عام و قناة السويس بشكل خاص هي المقصودة ، و هو ما يستدعي المزيد من الالتفاف حول راية الوطن و قيادته السياسية لمواجهة التحديات المتعاظمة .
تحيا مصر بوعي و تضحيات أبنائها .