فريد عبد الوارث يكتب : " الساسة " بين " شجاعة الجهل و شجاعة الجرأة "
يترقب الجميع انقضاء المدة القانونية لدورة المجالس النيابية لعلهم يحظون بفرصة لتصدر المشهد على أمل الاقتراب من الكرسي ، و هو ما يتطلب شجاعة نادرة و إمكانيات مهولة فضلاً عن عصبيات و قبليات و تاريخ سياسي متجذر .
و لو سمع أغلبهم قول الشاعر :
الجود يفقر .... و الإقدام قتال
لما ركبوا حصان الشجاعة و لما فكروا في خوض غمار سباق محسوم قبل أن يبدأ و لكنها الآمال عند البعض و " شجاعة الجهل " عند الأكثرية !! ذلك أن الحسابات الواقعية أبعد ما يكون عن الأمنيات ، و صعوبة التجربة أقوى من أصحاب الخبرات القديمة حتى أن غالبيتهم قد احترموا أنفسهم و تواروا جانباً و لو إلى حين .
لكنها شجاعة الجهل التي لولاها ما فعلنا شيئ و ما أقدامنا على تجربة نعلم نتيجتها مقدماً! و لعلها نجحت مع البعض ( لكل قاعدة استثناء ) لكنها ما عادت تجدي نفعاً في زماننا الحالي .
و قد يقول قائل أن المكاسب السياسية تنتزع و لا توهب ، و لو حاصرت تلك المخاوف كافة الناس لتمزقت أحلامهم و نهشتها الحسابات قبل أن تبدأ و حينها سيتحول الكل لمومياوات يحركها البعض كيفما شاءوا .
إذن لم يتبقى سوى التحلي بشجاعة الجرأة حتى و إن كانت غير محسوبة العواقب ، فلولا الأمل ما تحرك الناس و طلبوا أرزاقهم و مكانتهم التي يستحقونها ، و في نهاية الأمر ثق أن الأمر كله لله و أن أحدا غيره لا يملك لك ضرا و لا نفعا....
يفوز بالملذات كل مغامر و يموت بالحسرة من يخشى العواقب .