فريد عبد الوارث يكتب :" لص الحمير " يضع السودان بين المطرقة و السندان
انقضى عام 2023 على هم عربي قديم جديد ودعنا بآلاف الشهداء و المصابين في " غزة " التي باتت خراباً و لم يعد فيها مكاناً صالحاً للحياة تاركاً قرابة ال 2 مليون فلسطيني في مهب الريح ، و طل علينا عام 2024 مبكراً بأحداثه الساخنة جنوباً حيث عاد " السودان " لصدارة العناوين الإخبارية بآلاف الجثث التي ملئت الشوارع و هم لا يدرون بأي ذنب قتلوا ؟
و يبدوا أننا على موعد مع " نكبة " و خيبة عربية جديدة في خاصرة مصر الجنوبية ! حيث المجازر التي تقوم بها القوات المتمردة ( الدعم السريع ) بقيادة لص الحمير و الإبل المدعو " حميدتي " وذلك في غياب الجيش السوداني الرسمي عن أغلب ولايات السودان ، تاركاً الشعب لمصير مجهول و تقسيم مدروس ، فنحن أمام تطبيق عملي لنظرية تقسيم المقسم و تجزيئ المجزأ.
و لا لوم على عام انقضى تاركاً جراح لا علاج لها في الجسد العربي كما أنني لا لوم على عام أتى كمحصلة و نتيجة طبيعية لجني ثمار الفشل العربي في كل الاتجاهات و خاصة في الاتجاه الجنوبي فما يحدث هناك ليس إلا التطور الطبيعي لخيانة الدول العربية بعضها لبعض و لدعم أنظمة الخليج للميليشيات المسلحة على حساب الجيوش الوطنية كما فعلوا في سوريا و ليبيا و الآن في السودان !!
و لا يخفى على أحد ذلك الدعم الإماراتي القادم من " شيطان العرب " الجالس على عرش الخراب في أبو ظبي حيث التخطيط و التمويل الازمين للص الحمير و معه حاكم أثيوبيا !! بل إنه يقوم بالتنسيق بينهما و توحيد صفوفهما برغم العدواة الواضحة منهما لمصر و أمنها القومي !
فنحن من نصنع من الخونة قادة ثم نسأل من أين أتى الخراب ؟ و ليس أدل على ذلك من تلك الصورة التي تداولتها وسائل الإعلام لرئيس الوزراء السوداني المستقيل " حمدوك " و صحبه الكرام من تنسيقية القوي المدنية و هم جالسين كالتلاميذ منصتين بكل أدب للمعلم الأكبر لص الإبل و الحمير و هو يعلمهم ما الفرق بين المليشيا المسلحة و القوات النظامية ودورها في حماية الديمقراطية !! و قد جاء ذلك اللقاء هناك في " أديس أبابا" برعاية و دعم و تمويل شيطان العرب !!
مشهد لا يمكن تخيله في أكثر أفلام الفانتازيا مبالغة ، و قد حصل حميدتي على كل شيء و كل القوى المناهضة له باتت رهينة لا يمكنها التراجع أو فرض أي شيء عليه مهما فعل ! و قد إتفقوا علي حل الجيش و إعادة تكوينه علي أسس جديدة !!!
و يبقى السؤال أين الجيش السوداني ؟ و أين البرهان ؟ ولا أعتقد أن الإجابة سنجدها عند أصحاب الرهانات الخاسرة و الاي سندفع ثمنها لعشرات السنين و ربنا لن تعود السودان للحضن العربي أو المصري مرة أخرى !!
أعواماً ثقال و أياما بطعم المرار و الخذلان تنتظر الأمة التي كانت " عربية " و باتت فارسية و أمريكية و أفريقية و ... و ...